للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأمر السُّلْطَان بتحويل الخيم إِلَى ظهر الْجَبَل ليقرب من الْحصن وَقد بَقِي من الْهُدْنَة يَوْمَانِ فتضور صَاحب الْحصن فَقيل لَهُ تقيم عندنَا فِي كنف الآمان فَبكى وتألم من ضَبطه وانكشفت سَرِيرَته الغادرة فَأمر بِحمْلِهِ إِلَى الشقيف حَتَّى يُسلمهُ ووكل بِهِ وَحفظ من حَيْثُ لَا يعلم وَقيل لَعَلَّه يحسن وَلَا يحوج إِلَى المقابحه وَيسلم وَقيل لَهُ قد بَقِي يَوْمَانِ من الْمدَّة تقيم حَتَّى تَنْتَهِي وتسلم فأبدى ضَرُورَة وضراعة وَقَالَ سمعا وَطَاعَة

وَكَانَ لَهُ ملقى وملق وَفِي لِسَانه ذلق وَمَا عِنْده من كل مَا يفرق مِنْهُ فرق وَقَالَ أَنا أنفذ إِلَى نوابي فِي التَّسْلِيم وَهُوَ قد تقدم إِلَيْهِم بِالْوَصِيَّةِ والتعليم فأظهروا عصيانه وَقَالُوا يبْقى مَكَانَهُ

فقيد وَحمل إِلَى قلعة بانياس وَبَطل الرَّجَاء فِيهِ وَبَان الياس ثمَّ استحضره فِي سادس رَجَب وهدده وتوعده فَلَمَّا لم يفد خطابه وَلم يجد عَذَابه سيره إِلَى دمشق وسجنه ورتب عدَّة من الْأُمَرَاء بملازمة حصر الْحصن فِي الصَّيف والشتاء إِلَى أَن تسلمه بعد سنة بِحكم السّلم وَأطلق صَاحبه وأجرى عَلَيْهِ حكم الْحلم

[فصل]

وَفِي مُدَّة مقَام السُّلْطَان على مرج عُيُون لمحاصرة شقيف أرنون اجْتمعت الفرنج وَجَرت لَهُم مَعَ الْمُسلمين وقائع

<<  <  ج: ص:  >  >>