للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل فِي فتح حصن برزيه

قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد ثمَّ سَار السُّلْطَان جَرِيدَة إِلَى قلعة برزيه وَهِي قلعة حَصِينَة فِي غَايَة القوه والمنعة على متن جبل شَاهِق يضْرب بهَا الْمثل فِي جَمِيع بِلَاد الفرنج وَالْمُسْلِمين يُحِيط بهَا أَوديَة من سَائِر جوانبها وذرع علو قلتهَا فَكَانَ خمس مئة ذِرَاع ونيفا وَسبعين ذِرَاعا ثمَّ حرر عزمه على حصارها بعد رؤيتها واستدعى الثّقل فَنزل تَحت جبلها

وَفِي بكرَة الْأَحَد الْخَامِس وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة صعد السُّلْطَان جَرِيدَة مَعَ الْمُقَاتلَة والمنجنيقات والآت الْحصار إِلَى الْجَبَل فأحدق بالقلعة من سَائِر نَوَاحِيهَا وَركب الْقِتَال عَلَيْهَا من كل جَانب وَضرب أسوارها بالمنجنيقات المتواترة الضَّرْب لَيْلًا وَنَهَارًا وقاتلها حَتَّى كَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع وَالْعِشْرين فقسم الْعَسْكَر ثَلَاثَة أَقسَام ورتب كل قسم يُقَاتل شطرا من النَّهَار ثمَّ يستريح ويتسلم الْقِتَال الشّطْر الآخر بِحَيْثُ لَا يفتر الْقِتَال عَنْهَا أصلا

وَكَانَ صَاحب النّوبَة الأولى عماد الدّين صَاحب سنجار فقاتلها قتالا شَدِيدا حَتَّى استوفى نوبَته وضرس النَّاس من الْقِتَال وتراجعوا عَنهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>