للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

قَالَ الرئيس أَبُو يعلى فِي ثَالِث عشر ربيع الأول توجه نور الدّين إِلَى نَاحيَة بعلبك لتفقد أحوالها وَتَقْرِير أَمر المستحفظين لَهَا وتواصلت الْأَخْبَار إِلَيْهِ من نَاحيَة حمص وحماة بإغارة الفرنج الملاعين على تِلْكَ الْأَعْمَال

وَفِي خَامِس عشر ربيع الأول ورد المبشر من الْعَسْكَر الْمَنْصُور بِرَأْس المَاء بِأَن نصْرَة الدّين أَمِير أميران لما انْتهى إِلَيْهِ خبر الفرنج أَنهم قد أنهضوا سَرِيَّة وافرة الْعدَد إِلَى نَاحيَة بانياس لتقويتها أسْرع النهضة إِلَيْهِم وعدتهم سبع مئة فَارس سوى الرجالة فأدركهم قبل الْوُصُول إِلَى بانياس وَقد خرج إِلَيْهِم من كَانَ فِيهَا من حماتها فأوقع بهم وَقد كَانَ كمن لَهُم فِي مَوَاضِع كمناء من شجعان الأتراك واندفع الْمُسلمُونَ بَين أَيْديهم فِي أول المجال وَظهر عَلَيْهِم الكمناء فَأنْزل الله نَصره على الْمُسلمين بِحَيْثُ لم ينج مِنْهُم إِلَّا الْقَلِيل وصاروا بأجمعهم بَين قَتِيل وجريح ومسلوب وأسير وَحصل فِي أَيدي الْمُسلمين من خيولهم وسلاحهم وَأَمْوَالهمْ وأسراهم ورؤوس قتلاهم مَا لَا يحد كَثْرَة ومحقت السيوف عَامَّة رجالتهم من الإفرنج ومسلمي جبل عاملة المضافين إِلَيْهِم ووصلت الأسرى ورؤوس الْقَتْلَى وَالْعدَد إِلَى دمشق وطيف بهم وَقد اجْتمع لمشاهدتهم الْخلق وَكَانَ يَوْمًا مشهودا

وأنفذ إِلَى نور الدّين إِلَى بعلبك جمَاعَة من أسرى الْمُشْركين فَأمر بِضَرْب أَعْنَاقهم صبرا

<<  <  ج: ص:  >  >>