للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْن الْأَثِير فَانْظُر إِلَى هَذَا الرجل الَّذِي هُوَ خير من عشرَة آلَاف فَارس يعْنى كَمَال الدّين رحم الله الشَّهِيد فَلَقَد كَانَ ذَا همة عالية ورغبة فِي الرِّجَال ذَوي الرَّأْي وَالْعقل يرغبهم ويخطبهم من الْبِلَاد ويوفر لَهُم الْعَطاء حكى لي وَالِدي قَالَ قيل للشهيد إِن هَذَا كَمَال الدّين يحصل لَهُ فِي كل سنة مِنْك مَا يزِيد على عشرَة آلَاف دِينَار أميرية وَغَيره يقنع مِنْك بِخمْس مئة دِينَار

فَقَالَ لَهُم بِهَذَا الْعقل والرأي تدبرون دَوْلَتِي إِن كَمَال الدّين يقل لَهُ هَذَا الْقدر وَغَيره يكثر لَهُ خمس مئة دِينَار فَإِن شغلا وَاحِدًا يقوم فِيهِ كَمَال الدّين خير من مئة ألف دِينَار

وَكَانَ كَمَا قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى

[فصل]

قَالَ وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مئة سَار الشَّهِيد إِلَى بلد الهكارية وَكَانَ بيد الأكراد وَقد أَكْثرُوا فِي الْبِلَاد الْفساد إِلَّا إِن نصير الدّين جقر نَائِب السُّلْطَان الشَّهِيد بالموصل كَانَ قد ملك كثيرا من بِلَادهمْ

فَلَمَّا بلغَهَا الشَّهِيد حصر قلعة الشَّعْبَانِي وَهِي من أعظم قلاعهم وأحصنها فملكها وأخربها وَأمر بِبِنَاء قلعة الْعمادِيَّة عوضا عَنْهَا

وَكَانَت هَذِه الْعمادِيَّة حصنا كَبِيرا عَظِيما فأخربه الأكراد لعجزهم عَن حفظه لكبره

فَلَمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>