للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَكم ترحل مِنْهُم فيلق بفلا ... إِلَى الخوامع أَلْقَاهُ ترحله)

(استصرخوا الْأَهْل والعدوى تمزقهم ... واستكثروا المَال والهيجا تنفله)

(هم الْفراش لهيب الْحَرْب تصرعه ... وَكلما لج صدما جلّ مَقْتَله)

(سيف أَمَام فلسطين بَرى أمما ... خلف الْبحار لقد أمهاه صيقله)

(كم قد أعدُّوا وَكم قد فل جمعهم ... من غير ضرب وَلَا طعن يُزِيلهُ)

(وَإِنَّمَا اسْم صَلَاح الدّين يذكر فِي ... جَيش الْعَدو فيسبيهم تخيله)

ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة

قَالَ الْعِمَاد - رَحمَه الله - وَالسُّلْطَان مُقيم بعسكره بِمَنْزِلَة الخروبة فِي خيامه المضروبه على الْحَالة المحبوبة وَعِنْده الْعَادِل وَالْأَفْضَل والمظفر وعكا محصورة وانقرضت هَذِه السّنة وَهُوَ على مرابطة المحاصرين لعكا وَاتفقَ فِي اوائل هَذِه السّنة وَقبلهَا انصراف العساكر الغريبة إِلَى بلادها الْبَعِيدَة والقريبة لهجوم الشتَاء وتوالي الأنداء والأنواء وحالت الوحول عَن الرّكُوب وَالنُّزُول وَكَانَت نوب اليزك مترتبة وَالْأَحْوَال متهذبة وَرُبمَا ركب السُّلْطَان يَوْمًا للقنص بالبزاة ثمَّ يعود لانتهاز فرْصَة الْغُزَاة

<<  <  ج: ص:  >  >>