نَفسِي وَهَا هِيَ فِي سَبِيلك مبذولة وَأخي وَقد هَاجر إِلَيْك هِجْرَة يرجوها مَقْبُولَة وَوَلَدي وَقد بذلت لعدوك صفحات وُجُوههم وَهَان على محبوبك بمكروهي فيهم ومكروههم ونقف عِنْد هَذَا الْحَد {لله الْأَمر من قبل وَمن بعد}
فصل فِي الْوَقْعَة العادلية على عكا ظهر يَوْم الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة
قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد علم عَدو الله أَن العساكر قد تَفَرَّقت فِي أَطْرَاف الْبِلَاد وَأَن الميمنة قد خفت لِأَن مُعظم من سَار كَانَ مِنْهَا بِحكم قرب بِلَادهمْ من طَرِيق الْعَدو فَأَجْمعُوا رَأْيهمْ واتفقت كلمتهم على أَنهم يخرجُون بَغْتَة ويهجمون على طرف الميمنة فَجْأَة فَخَرجُوا واستخفوا طرف الميمنة وفيهَا مخيم الْعَادِل فَلَمَّا بصر النَّاس بهم صَاح صائحهم وَخَرجُوا من خيامهم كالأسود من آجامها وَركب السُّلْطَان ونادى مناديه يَا لِلْإِسْلَامِ
وَكَانَ رَحمَه الله أول رَاكب وَلَقَد رَأَيْته وَقد ركب من خيمته وَحَوله نفر يسير من خواصه وَالنَّاس لم يستتم ركوبهم وَهُوَ كالفاقدة وَلَدهَا الثاكلة وَاحِدهَا ثمَّ ضرب الكوس فأجابته