للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التركمان وَأطلق أَيْديهم فِي نهبهم والفتك بهم فَلم يزل على النكاية فيهم والمضايقة لَهُم إِلَى أَن ألجأهم إِلَى طلب الْمُصَالحَة

وَدخلت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مئة)

فجددت المهادنة فِي الْمحرم مُدَّة سنتَيْن وأنفذ نور الدّين إِلَى معِين الدّين يُعلمهُ أَن صَاحب أنطاكية قد جمع إفرنج بِلَاده وَظهر يطْلب بهم الْإِفْسَاد فِي الْأَعْمَال الحلبية وَأَنه قد برز فِي عسكره إِلَى ظَاهر حلب للقائه وَالْحَاجة ماسة إِلَى معاضدته فندب معِين الدّين مُجَاهِد الدّين بزان بن مامين فِي فريق وافر من الْعَسْكَر الدِّمَشْقِي للمصير إِلَى جِهَته وبذل المجهود فِي طَاعَته ومناصحته وَبَقِي معِين الدّين فِي بَاقِي الْعَسْكَر بِنَاحِيَة حَوْرَان

قَالَ وَفِي صفر من السّنة وَردت البشائر من جِهَة نور الدّين بِمَا أولاه الله تَعَالَى وَله الْحَمد من الظُّهُور على حشد الإفرنج المخذول وَلم يفلت مِنْهُم إِلَّا من خبر ببوارهم وتعجيل دمارهم وَذَلِكَ أَن نور الدّين اجْتمع لَهُ من العساكر سِتَّة آلَاف فَارس مقاتلة سوى الأتباع والسواد فَنَهَضَ بهم إِلَى الفرنج فِي الْموضع الْمَعْرُوف بإنب وهم فِي نَحْو أَربع مئة فَارس وَألف راجل فَقَتَلُوهُمْ وغنموهم وَوجد اللعين الْبُرْنُس مقدمهم صَرِيعًا بَين حماته

<<  <  ج: ص:  >  >>