[فصل]
وللقاضي الْفَاضِل رَحمَه الله من كتب أخر يشْرَح لنا بعض مَا تقدم وَمَا لم نذكرهُ من السّير
مِنْهَا قَوْله كتاب بَغْدَاد كتاب بَارِد غث جامد مَا فِيهِ مَقْصُود لقاصد وَلَا صلَة لعائد وَنحن نطلب الذَّهَب الْحَار فَتضْرب فِي حَدِيد بَارِد
وَمِنْهَا فِيمَا خرب من الْبِلَاد الفرنجية المغنومة خراب الْبِلَاد فِي هَذَا الْوَقْت الضّيق لَا شُبْهَة فِي تقويته لنَفس الْعَدو وإضعافه لأنفس الْمُسلمين وكل من يسمعهُ يفجؤه من بديهة الْيَأْس مَا يقطع رَجَاءَهُ وَالْمولى يعلم أَن الْعَدو أَخذهَا من المصريين فِي تَمام سِتِّينَ سنة وحفظوها بالانحصار مرّة وبالهدنة أُخْرَى وبالقتال مَرَّات وبولاة سوء لَو كَانَ فيهم خير لما عجزوا عَنْهَا
وَنحن قد حملنَا عَن الْعَدو الْمُؤْنَة بتخريب الْبِلَاد الَّتِي كَانَ الْعَدو يُرِيد أَن يحاصرها وينازها وَينصب المنجنيق والبرج عَلَيْهَا وَيخَاف النجدة أَن تصلها وَقُوَّة الْإِسْلَام أَن تثوب إِلَيْهَا ويتوقع أَن يبدهه المصاف قبل النُّزُول عَلَيْهَا فعرفناه أَنه قادم على من لَا سلَاح لَهُ إِلَّا أَن يلقِي السِّلَاح وَلَا حفظ للبلاد إِلَّا أَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute