فان كَانَ لَا بُد فالنسخة بَين يَدَيْهِ وَالْمَقْصُود فِيهَا من زِيَادَة هَذِه اللَّفْظَة مَا يحْتَاج إِلَى تَعْلِيم وَالْكتاب الَّذين يستقلون بِكِتَابَة النُّسْخَة معدومون وَقد نَاب الْمَمْلُوك عَنْهُم وَالْكتاب الَّذين يستقلون بالتبييض موجودون فينوبون عَن الْمَمْلُوك فِي التبييض وَإِلَّا فَكيف يسير رَسُول بِكِتَاب من مصر بِلَا خطّ سُلْطَان وَبِغير حَضرته كتب وَلَا بهدية سَار وبمحضر من البغاددة والمغاربة يعلمُونَ أَن الْكتاب كتب بِمصْر وَيشْهدُونَ بِمَا لم يروه وَمَا لم يقرؤوه من الْخطاب
وَإِذا وصل من الْمولى أدام الله أَيَّامه كتاب مختوم وسير وَلم يعلم مَا فِيهِ انْقَطع فضول كثير وخمدت أراجيف شنيعة وَلَا يعْتَقد الْمولى أَن الْمَمْلُوك يعظم الْقَصَص فَمَا للألسنة والأعين شغل إِلَّا السلاطين وأفعالهم وأقوالهم وَلَا لِلْخلقِ خوض إِلَّا فِي أوامرهم وأحوالهم
وَلَو علم الْمَمْلُوك أَن هَذَا الَّذِي استعفى مِنْهُ يضرّهُ بِحَيْثُ ينفع الْمولى أبقاه الله لهان عَلَيْهِ وَلكنه مضرَّة بِغَيْر مَنْفَعَة وَتعرض لما تذم عاقبته أَو يبْقى على الْخَوْف مِنْهُ وَذَلِكَ مِمَّا لَا يَقْتَضِيهِ حسن عهد الْمولى وَفضل رأفته فمقصود الْمولى أبقاه الله تَحْصِيل تبييضها بَين يَدَيْهِ وَرُبمَا حصل استتاره وَأمنت المكاره فِيهِ وغمضت الْعُيُون عَنهُ وشحت الْأَيَّام عَلَيْهِ طالع الْمَمْلُوك بذلك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute