قَالَ وَأقَام السُّلْطَان على الْقُدس حَتَّى تسلم مَا بقربها من حصون واستباح كل مَا للكفر بهَا من مصون ثمَّ عمد إِلَى مَا جمعه ففرقه وَأخرجه فِي ذَوي الِاسْتِحْقَاق وأنفقه فَأَكْثرُوا عذله على بذله واستكثروا مَا فضه بفضله فَقَالَ كَيفَ أمنع الْحق مستحقيه وَهَذَا الَّذِي أنفقهُ هُوَ الَّذِي أبقيه وَإِذا قبله الْمُسْتَحق فالمنة لَهُ عَليّ فِيهِ فَإِنَّهُ يخلصني من الْأَمَانَة ويطلقني من وثاقها فَإِن الَّذِي فِي يَدي وَدِيعَة أحفظها لِذَوي اسْتِحْقَاقهَا
وَقيل لَهُ لَو ذخرت هَذَا المَال لِلْمَالِ
فَقَالَ أملي قوي من الله الكافل بنجح الآمال وَجمع الأسراء المطلقين وَكَانُوا ألوفا من الْمُسلمين فكساهم وأساهم وواساهم وأذهب أساهم فَانْطَلق كل مِنْهُم إِلَى وَطنه ووطره ناجيا من ضره وضرره