للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ فِي الْبَرْق وَفِي مستهل ذِي القعده أذن لعلاء الدّين خرم شاه ابْن صَاحب الْموصل ونعت بِالْملكِ السعيد لما تفرس فِيهِ من أَمَارَات السعد وَأقَام بعده عَمه عماد الدّين وَابْن عَمه معز الدّين سنجر شاه وهما صاحبا سنجار والجزيرة وحبوا بالحباء الوافر والعطايا الغزيرة وَمَا فارقا إِلَّا فِي السّنة الْأُخْرَى فِي ثَالِث صفر

قَالَ وغلت الأسعار عِنْد الفرنج حَتَّى بلغت الغرارة أَكثر من مئة دِينَار والسعر من الزِّيَادَة لديهم فِي اسْتعَار وبلوا بِأُمُور صعبة وهرب إِلَيْنَا مِنْهُم عصبَة بعد عصبَة فاستأمنوا إِلَيْنَا لفرط جوعهم وَلما شَبِعُوا عندنَا لم يَرْغَبُوا فِي رجوعهم فَمنهمْ من أسلم فَحسن إِسْلَامه وَمِنْهُم من خدم فَوَافَقَ استخدامه وَمِنْهُم من حن إِلَى إلفه فَرجع الْقَهْقَرَى إِلَى خَلفه

[فصل]

كَانَ القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله فِي هَذِه الْأَوْقَات بالديار المصرية يرتب للسُّلْطَان أُمُوره من تجهيز العساكر وتعمير الأسطول وَحمل المَال وَنقل المير إِلَى عكا وَالسُّلْطَان يكاتبه فِي مهماته وَترجع أجوبته بِأَحْسَن عباراته مُشِيرا وناصحا ومسليا وباحثا عَن مصَالح الْإِسْلَام متقصيا فَمن بعض كتبه

<<  <  ج: ص:  >  >>