للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وإقليم الْيمن مُسْتَقر للْملك ظهير الدّين سيف الْإِسْلَام طغتكين بن أَيُّوب أخي السُّلْطَان وَهُوَ هُنَاكَ سُلْطَان عَظِيم الشان مستول على جَمِيع الْبلدَانِ وَكَانَ قد وصل وَلَده مَعَ الْحَاج قبل وَفَاة السُّلْطَان بأيام فَلَمَّا اسْتَقر الْملك الْأَفْضَل على سَرِير أَبِيه كَاتب عَمه سيف الْإِسْلَام

فصل فِي وَفَاة صَاحب الْموصل وتتمة أَخْبَار هَذِه الْفِتْنَة بِبِلَاد الشرق

قَالَ عز الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الْأَثِير لما وصل خبر وَفَاة صَلَاح الدّين إِلَى صَاحب الْموصل عز الدّين اسْتَشَارَ فِي الَّذِي يَفْعَله فَأَشَارَ عَلَيْهِ أخي مجد الدّين أَبُو السعادات بالاسراع فِي الْحَرَكَة وَقصد الْبِلَاد الجزرية فَإِنَّهَا لَا مَانع لَهَا مِنْهُ

وَقَالَ مُجَاهِد الدّين قايماز لَيْسَ هَذَا بِرَأْي فَإنَّا نَتْرُك وَرَاءَنَا مثل الْمولى عماد الدّين صَاحب سنجار ومعز الدّين صَاحب الجزيرة ومظفر الدّين صَاحب إربل ونسير إِنَّمَا الرَّأْي أَنا نراسلهم ونستميلهم ونأخذ رَأْيهمْ وَنَنْظُر مَا يَقُولُونَ

فَقَالَ أخي إِن كُنْتُم تَفْعَلُونَ مَا يشيرون بِهِ ويرونه فَاقْعُدْ فَإِنَّهُم لَا يرَوْنَ إِلَّا هَذَا لأَنهم لَا يؤثرون حركتكم وَلَا قوتكم إِنَّمَا الرَّأْي أَن يبرز هَذَا السُّلْطَان ويكاتبهم ويراسلهم ويستميلهم ويبذل

<<  <  ج: ص:  >  >>