للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل فِيمَا فعله نور الدّين

كَانَ نور الدّين لما أَتَاهُ الرُّسُل أَولا من العاضد قد أرسل إِلَى أَسد الدّين يستدعيه من حمص وَهِي إقطاعه فَلَمَّا خرج القاصد من حلب لَقِي أَسد الدّين قد وَصلهَا وَكَانَ سَبَب وُصُوله أَن كتب المصريين أَيْضا وصلته فِي هَذَا الْأَمر فَبَقيَ مسلوب الْقَرار مغلوب الاصطبار لِأَنَّهُ كَانَ قد طمع فِي بِلَاد مصر فخاف خُرُوجهَا من يَده وَأَن يستولي عَلَيْهَا الْكفْر فساق فِي لَيْلَة وَاحِدَة من حمص إِلَى حلب وَاجْتمعَ بِنور الدّين سَاعَة وُصُوله فتعجب نور الدّين من ذَلِك وتفاءل بِهِ وسرَّه وَأمره بالتجهز إِلَى مصر والسرعة فِي ذَلِك وَأَعْطَاهُ مئتي ألف دِينَار سوى الثِّيَاب وَالدَّوَاب والآلات والأسلحة وَحكمه فِي العساكر والخزائن فَاخْتَارَ من الْعَسْكَر ألفي فَارس وَأخذ المَال وَجمع من التركمان سِتَّة آلَاف فَارس وَكَانَ فِي مُدَّة حشده للتركمان سَار نور الدّين لتسلم قلعة جعبر ثمَّ سَار هُوَ وَنور الدّين إِلَى دمشق ورحلا فِي جَمِيع العساكر إِلَى رَأس المَاء وَأعْطى نور الدّين كل فَارس من الْعَسْكَر الَّذين مَعَ أَسد الدّين عشْرين دِينَارا مَعُونَة لَهُم على الطَّرِيق غير محسوبة من الْقَرار الَّذِي لَهُ وأضاف إِلَى أَسد الدّين جمَاعَة من الْأُمَرَاء والمماليك مِنْهُم مَمْلُوكه عز الدّين جرديك وغرس الدّين قليج وَشرف الدّين بزغش

<<  <  ج: ص:  >  >>