للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمكن بِالشَّام وقويت شوكته وَامْتنع أَخُوهُ عز الدّين من الإذعان والإجابة إِلَى ذَلِك فَأَشَارَ الْأُمَرَاء الْكِبَار وَمُجاهد الدّين قايماز بِأَن يَجْعَل الْملك بعده لِأَخِيهِ لما هُوَ عَلَيْهِ من كبر السن والشجاعة وَالْعقل وَقُوَّة النَّفس وَحسن سياسة الْملك وَأَن يُعْطي ابنيه بعض الْبِلَاد وَيكون مرجعهما إِلَى عَمهمَا عز الدّين ليبقى لَهما ذَلِك

فَفعل ذَلِك وَحلف النَّاس لِأَخِيهِ

فَلَمَّا توفّي سيف الدّين كَانَ مُجَاهِد الدّين هُوَ الْمُدبر للدولة والنائب فِيهَا والمرجع إِلَى قَوْله ورأيه فَركب إِلَى الْخدمَة العزية وَعَزاهُ وَركبهُ إِلَى دَار المملكة وَمَشى فِي ركابه رَاجِلا فَدَخلَهَا وَجلسَ للعزاء

وَكَانَت الرّعية تخافه قبل أَن يملك لإقدامه وجرأته وحدة كَانَت فِيهِ وَكَانَ لَا يلْتَفت إِلَى أَخِيه سيف الدّين إِذا أَرَادَ أمرا فَلَمَّا تولى تَغَيَّرت أخلاقه وَصَارَ رَفِيقًا بالرعية محسنا إِلَيْهِم قَرِيبا مِنْهُم

قَالَ ابْن شَدَّاد وَفِي عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين بلغ الْملك الصَّالح بن نور الدّين عصيان غرس الدّين قليج بتل خَالِد فَأخْرج إِلَيْهِ الْعَسْكَر ثمَّ بلغه وَفَاة ابْن عَمه صَاحب الْموصل ثَالِث صفر

فصل فِي وَفَاة شمس الدولة بن أَيُّوب أخي السُّلْطَان الْأَكْبَر وقدوم رسل الدِّيوَان بالتفويض إِلَى السُّلْطَان مَا طلبه

قَالَ ابْن أبي طي كَانَ السُّلْطَان قد أنفذ أَخَاهُ شمس الدولة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَجعل إِلَيْهِ ولايتها فَلَمَّا حصل بهَا لم توافقه وَكَانَ يعتاده

<<  <  ج: ص:  >  >>