للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاقِي على الدَّهْر فَقيل لَهُ مَا ثمَّ مَوضِع لهَذَا إِلَّا دَار التَّمْر فعاقه أَمر الْقدر عَن قدرته على الْأَمر

ثمَّ دخلت سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مئة

وَنور الدّين قد فتح من حصون الرّوم مرعش وَغَيرهَا ومليح بن لاون متملك الأرمن فِي خدمته وَوصل إِلَى خدمته أَيْضا ضِيَاء الدّين مَسْعُود بن قفجاق صَاحب ملطية وَكَانَ فِي خدمته أَيْضا الْأُمَرَاء من المجِدْل فسرّحهم بالعطاء الأجزل والسمت الأجمل وَأظْهر أَنه ينزل على قلعة الرّوم على الْفُرَات فَتقبل مستخلف الأرمن بِالْبَرَاءَةِ وَحمل خمسين ألف دِينَار على سَبِيل الْجِزْيَة مصانعة بذل وصغار وَعَاد إِلَى حلب وَقد أنجح فِي كل مَا طلب

وَأَرَادَ أَن يسْرع إِلَى دمشق فالتاث سرة لالتياث سريَّته وحظى بِمَرَض الْقلب لمَرض جسم حظيته وَجَرت شكايته شكاية جَارِيَته فَتصدق عَنْهَا بألوف وَالْتزم لله فِي شفائها بنذور ووقوف ثمَّ سَيرهَا فِي محفة تحمل على أَيدي الرِّجَال فِي خفَّة وسارت على الطَّرِيق المهيع مَعَ الْعَسْكَر يحملهَا من الخدم والخواص المعشر بعد المعشر فَمَا تُقرِّب إِلَيْهِ بِمثل حملهَا وَالْمَشْي مَعهَا وَتقدم بِحَق لَازم من بخدمته شيعها وَتَأَخر نور الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>