فِي جَرِيدَة مَعَ عدَّة من مماليكه وأمرائه المماحضين فِي ولائه وَتقدم إلىّ أَن أسايره فِي طَرِيقه وأحاوره وأحاضره فِي مَنَازِله وأسامره
وسرنا على طَرِيق قبَّة ملاعب والمشهد وسلمية فَجَاءَهُ الْخَبَر أَن الفرنج قد أغارت على حوران فَثنى إِلَى الْجِهَاد الْعَنَان وَسمع الفرنج بِهِ فَتَفَرَّقُوا وقلقوا بَعْدَمَا كَانُوا أقلقوا ودخلنا دمشق
قلت وَفِي جمادي الأولى أبطل نور الدّين رَحمَه الله فَرِيضَة الأتبان وَرَأَيْت منشوره بذلك وعلامته عَلَيْهِ بِخَطِّهِ الْحَمد لله يَقُول فِيهِ
وَبعد فَإِن من سنتنا العادلة وسير أيامنا الزاهرة وعوائد دولتنا الْقَاهِرَة إِشَاعَة الْمَعْرُوف وإغاثة الملهوف وإنصاف الْمَظْلُوم وإعفاء رسم مَا سنه الظَّالِمُونَ من جائرات الرسوم وَمَا نزال نجدد للرعية رسما من الْإِحْسَان يرتعون فِي رياضه ويرتوون من حياضه ونستقري أَعمال بِلَادنَا المحروسة ونصفيها من الشّبَه والشوائب ونلحق مَا نعثر عَلَيْهِ من بواقي رسومها الضائرة بِمَا أسقطناه من المكوس والضرائب تقربا إِلَى الله تَعَالَى الكافل لنا بسبوغ الْمَوَاهِب وبلوغ المطالب وَقد أطلقنا جَمِيع مَا جرت الْعَادة بِأَخْذِهِ من فريضه الأتبان المقسطة على أَعمال دمشق المحروسة وضياع الغوطة والمرج وجبل سَنيِر وَقصر حجاج والشاغور والعقيبة ومزارعها الْجَارِيَة فِي الْأَمْلَاك وَجَمِيع مَا يقسط بعد الْمُقَاسَمَة من الأتبان على الضّيَاع الْخَواص والمقطعة بِسَائِر الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة ووفرناه على أربابه طلبا لمرضاة الله وعظيم أجره وثوابه وهربا من انتقامه وأليم عِقَابه وسبيل النّواب إِطْلَاق ذَلِك على الدَّوَام وتعفيه آثاره والاستعفاء من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute