للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْتهى إِلَيْنَا أَن بالديار المصرية وبالحضرة الْعلية جمَاعَة من الْفُقَهَاء قد اعتضدوا بِجَمَاعَة من أَرْبَاب السيوف وبسطوا ألسنتهم بالْقَوْل غير الْمَعْرُوف وأنشؤوا من العصبية مَا أطاعوا بِهِ القوى الغضبية وأحيوا بهَا مَا أَمَاتَهُ الله من اهل حمية الْجَاهِلِيَّة وَالله سُبْحَانَهُ يَقُول وَكفى بقوله حجَّة على من كَانَ سميعا مُطيعًا {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا}

وَلم يزل التعصب للمذاهب يمْلَأ الْقُلُوب بالشحناء ويشحنها وَقد نهى الله عَن المجادلة لأهل الْخلاف فَكيف لأهل الْوِفَاق إِلَّا أَن يُقَال أحْسنهَا وَمَا علمنَا ان فِي ذَلِك نِيَّة تنجد وَلَا مصلحَة تُوجد وَلَا هِدَايَة تعتقد بدراسة تعقد ونارعداوة توقد وقلما أثمرت المشاجرة إِلَّا خلافًا فالمجلس أعزه الله يوعز بكف الْأَلْسِنَة الخائضة وعقل الأعنة الراكضة فَإِن أقنع بِلُطْفِهِ المرضى وَإِلَّا كَانَت همته الرائضة وَمن عَاد بعد الزّجر أبعد عَن مستقره وأزعج وليسع الْخلف مَا وسع السّلف من الْأَدَب وليعلم العَبْد أَنه يكْتب كتابا إِلَى ربه فليفكر فِيمَا كتب وَإِلَى من كتب

فصل فِي ذكر خُرُوج الفرنج - خذلهم الله - على عزم اللِّقَاء ووصولهم إِلَى رَأس المَاء

قَالَ الْعِمَاد وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر شَوَّال بعد أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>