وَلما لم يبْق فِي الْبِلَاد الإسلامية إِلَّا مَا هُوَ فِي يدنا أَو فِي يَد مُطِيع لنا كَانَ من شكر هَذِه النِّعْمَة أَن نصرف الْقُوَّة ونثني العزمة ونحد الشَّوْكَة ونلبس الشكة للفرنج الملاعين فتنازلهم ونقارعهم ونخاصمهم إِلَى الله وننازعهم فنطهر الأَرْض المقدسة من رجسهم بدمائهم إِلَى أَن ترق السيوف للصخرة الشَّرِيفَة لما مر بهَا من قسوة كفرهم واعتدائهم
فَنحْن نرجو أَن نَكُون عين الطَّائِفَة من الْأمة الَّتِي أخبر نَبينَا صلوَات الله عَلَيْهِ أَنَّهَا لَا تزَال على الْحق ظَاهِرَة وبثواب الله وعدوه ظافرة وَالله تَعَالَى يعيننا على مَا يعنينا ويلهمنا الاستجابة لدعوته إِلَى مَا يحيينا
فصل فِي رُجُوع السُّلْطَان إِلَى دمشق وَخُرُوجه مِنْهَا للغزاة بمخاضة الْأُرْدُن
رَحل السُّلْطَان من حلب فَمر على حماة ثمَّ حمص ثمَّ بعلبك ثمَّ دمشق
قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لم يقم السُّلْطَان فِي حلب إِلَّا إِلَى يَوْم السبت الثَّانِي وَالْعِشْرين من ربيع الآخر وَأَنْشَأَ عزما على الْغُزَاة فَخرج فِي ذَلِك الْيَوْم إِلَى الوضيحي مبرزا نَحْو دمشق واستنهض العساكر فَخَرجُوا يتبعونه