فصل فِي مضايقة الْعَدو - خذله الله - لعكا - يسر الله فتحهَا - واستيلائهم عَلَيْهَا
قَالَ الْعِمَاد لما كَانَ يَوْم الْخَمِيس رَابِع جُمَادَى الأولى زحف الفرنج إِلَى عكا ونصبوا عَلَيْهَا سَبْعَة مجانيق ووصلت كتب من عكا إِلَى السُّلْطَان بالاستنفار الْعَظِيم والتماس شغل الْعَدو عَنْهُم فَركب السُّلْطَان بعسكره وَكَانَ هَذَا دأبه مَعَهم كلما نابوا الْبَلَد نابهم فَإِذا زحف إِلَيْهِم رجعُوا عَن الْحصْر وَإِذا رَجَعَ عَنْهُم عَادوا وَكَانَ عَلامَة مَا بَين السُّلْطَان وَأهل الْبَلَد أَنه مَتى زحف الفرنج عَلَيْهِم دقوا كوسهم فَيدق كوس السُّلْطَان إِجَابَة لَهُم واستبعد السُّلْطَان مَنْزِلَته فتحول إِلَى تل العياضية تَاسِع جماد الأولى
وَوصل ملك الإنكلتير ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى من قبرس وَمَعَهُ خمس وَعِشْرُونَ قِطْعَة وَهُوَ فِي جمع شَاك وجمر ذَاك فبلي الثغر مِنْهُ بِغَيْر الْبلَاء الأول هَذَا ومجانيق الْكفْر على الغي مُقِيمَة وللرمي مديمة وَتمكن الفرنج بهَا من الخَنْدَق فدنوا مِنْهُ دنو المحنق وشرعوا فِي هجمه وأسرعوا إِلَى طمه وداموا يرْمونَ فِيهِ جثث الْأَمْوَات وجيف الْخَنَازِير وَالدَّوَاب النافقات حَتَّى صَارُوا يلقون فِيهِ قتلاهم ويحملون إِلَيْهِ موتاهم وأصحابنا فِي مُقَاتلَتهمْ ومقابلتهم قد انقسموا فريقين وافترقوا قسمَيْنِ ففريق يلقِي من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute