للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخَنْدَق مَا ألقِي فِيهِ وفريق يقارع الْعَدو ويلاقيه

قَالَ القَاضِي وَقد بلغ من مضايقتهم الْبَلَد ومبالغتهم فِي طم خندقه أَنهم كَانُوا يلقون فِيهِ موتى دوابهم وَكَانُوا إِذا جرح مِنْهُم وَاحِد جراحه مثخنة موئسة ألقوه فِيهِ وانقسم أهل الْبَلَد أقساما قسم ينزلون إِلَى الخَنْدَق ويقطعون الْمَوْتَى وَالدَّوَاب الَّتِي يلقونها فِيهِ قطعا ليسهل نقلهَا وَقسم ينقلون مَا يقطعهُ ذَلِك الْقسم ويلقونه فِي الْبَحْر وَقسم يَذبُّونَ عَنْهُم ويدافعون حَتَّى يتمكنوا من ذَلِك وَقسم فِي المنجنيقات وحراسة الأسوار وَأخذ مِنْهُم التَّعَب وَالنّصب وتواترت شكايتهم من ذَلِك

قَالَ وَهَذَا ابتلاء لم يبتل بِمثلِهِ أحد وَلَا يصبر عَلَيْهِ جلد

هَذَا وَالسُّلْطَان رَحمَه الله لَا يقطع الزَّحْف عَنْهُم والمضايقة على خنادقهم بِنَفسِهِ وخواصه وَأَوْلَاده لَيْلًا وَنَهَارًا حَتَّى يشغلهم عَن الْبَلَد وصوبوا منجنيقاتهم إِلَى برج عين الْبَقر وتواترت عَلَيْهِ أَحْجَار المنجنيقات لَيْلًا وَنَهَارًا حَتَّى أثرت فِيهِ الْأَثر الْبَين

وَكلما ازدادوا فِي قتال الْبَلَد ازْدَادَ السُّلْطَان فِي قِتَالهمْ وكبس خنادقهم والهجوم عَلَيْهِم ودام ذَلِك حَتَّى وصل ملك الإنكلتير

قَالَ وَفِي سادس عشر جُمَادَى وصلت بطسة من بيروت

<<  <  ج: ص:  >  >>