عَظِيمَة هائلة مشحونة بالآلات والأسلحة والمير وَالرِّجَال الْأَبْطَال الْمُقَاتلَة وَكَانَ السُّلْطَان قد أَمر بتعبئتها فِي بيروت وتسييرها وَوضع فِيهَا من الْمُقَاتلَة خلقا عَظِيما حَتَّى تدخل مراغمة لِلْعَدو
وَكَانَ عدَّة رجالها الْمُقَاتلَة سِتّ مئة وَخمسين رجلا فاعترضها الإنكلتير الملعون فِي عدَّة شواني قيل إِنَّه كَانَ فِي أَرْبَعِينَ قلعا فاحتاطوا بهَا من جَمِيع جوانبها واشتدوا فِي قتالها وَجرى الْقَضَاء بِأَن وقف الْهَوَاء فقاتلوها قتالا شَدِيدا وَقتل من الْعَدو عَلَيْهَا خلق عَظِيم وأحرقوا على الْعَدو شانيا كَبِيرا فِيهِ خلق فهلكوا عَن آخِرهم وتكاثروا على أهل البطسة وَكَانَ مقدمهم رجلا جيدا شجاعا مجربا فِي الْحَرْب اسْمه يَعْقُوب من أهل حلب فَلَمَّا رأى أَمَارَات الْغَلَبَة عَلَيْهِم قَالَ وَالله لَا نقْتل إِلَّا عَن عز وَلَا نسلم إِلَيْهِم من هَذِه البطسة شَيْئا فوقعوا فِي البطسة من جوانبها بالمعاول يهدمونها حَتَّى فتحوها من كل جَانب أبوابا فامتلأت مَاء وغرق جَمِيع من فِيهَا وَمَا فِيهَا من الْآلَات والمير وَلم يظفر الْعَدو مِنْهَا بِشَيْء أصلا وتلقف الْعَدو بعض من كَانَ فِيهَا وأخذوه إِلَى الشواني من الْبَحْر وخلصوه من الْغَرق ومثلوا بِهِ وأنفذوه إِلَى الْبَلَد ليخبرهم بالواقعة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute