وحزن النَّاس لذَلِك حزنا شَدِيدا وَالسُّلْطَان يتلَقَّى ذَلِك بيد الاحتساب فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَالصَّبْر على بلائه
قَالَ وَكَانَ الْعَدو المخذول قد صنع دبابة عَظِيمَة هائلة أَربع طَبَقَات الأولى من الْخشب وَالثَّانيَِة من الرصاص وَالثَّالِثَة من الْحَدِيد وَالرَّابِعَة من النّحاس وَكَانَت تعلو على السُّور وتركب فِيهَا الْمُقَاتلَة وَخَافَ أهل الْبَلَد مِنْهَا خوفًا عَظِيما وحدثتهم نُفُوسهم بِطَلَب الْأمان من الْعَدو وَكَانُوا قد قربوها من السُّور بِحَيْثُ لم يبْق بَينهَا وَبَين السُّور إِلَّا مِقْدَار خمس أَذْرع على مَا نشاهد وَأخذ أهل الْبَلَد فِي تَوَاتر ضربهَا بالنفط لَيْلًا وَنَهَارًا حَتَّى قدر الله تَعَالَى حريقها واشتعال النَّار فِيهَا وَظهر لَهَا ذؤابة نَار نَحْو السَّمَاء