للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عِنْدِي بِمَنْزِلَة الْأَب وشابكم عِنْدِي بِمَنْزِلَة الْأَخ وصغيركم عِنْدِي يحل مَحل الْوَلَد قَالَ وخنقته الْعبْرَة وسبقته الدمعة وَعلا نَشِيجه فَافْتتنَ النَّاس وصاحوا صَيْحَة وَاحِدَة ورموا بعمائمهم وضجوا بالبكاء والعويل وَقَالُوا نَحن عبيدك وَعبيد أَبِيك نُقَاتِل بَين يَديك ونبذل أَمْوَالنَا وأنفسنا لَك وَأَقْبلُوا على الدُّعَاء لَهُ والترحم على ابيه

وَكَانُوا قد اشترطوا على الْملك الصَّالح أَنه يُعِيد إِلَيْهِم شرقية الْجَامِع يصّلون فِيهَا على قاعدتهم الْقَدِيمَة وَأَن يُجهر بحيّ على خير الْعَمَل وَالْأَذَان والتذكير فِي الْأَسْوَاق وقدّام الْجَنَائِز بأسماء الْأَئِمَّة الاثنى عشر وَأَن يصلوا على أمواتهم خمس تَكْبِيرَات وَأَن تكون عُقُود الْأَنْكِحَة إِلَى الشريف الطَّاهِر أبي المكارم حَمْزَة بن زهرَة الْحُسَيْنِي وَأَن تكون العصبية مُرْتَفعَة والناموس وازع لمن أَرَادَ الْفِتْنَة وَأَشْيَاء كَثِيرَة اقترحوها مِمَّا كَانَ قد أبْطلهُ نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فأجيبوا إِلَى ذَلِك

قَالَ ابْن أبي طيّ فَأذن المؤذنون فِي مَنَارَة الْجَامِع وَغَيره بحيّ على خير الْعَمَل وَصلى أبي فِي الشرقية مسبلاً وَصلى وُجُوه الحلبيين خَلفه وَذكروا فِي الْأَسْوَاق وقدّام الْجَنَائِز بأسماء الْأَئِمَّة وصلوا على الْأَمْوَات خمس تَكْبِيرَات وَأذن للشريف فِي أَن تكون عُقُود الحلبيين من الإمامية إِلَيْهِ وفعلوا جَمِيع مَا وَقعت الْأَيْمَان عَلَيْهِ

[فصل]

قَالَ ابْن أبي طيّ وَكَانَت هَذِه السّنة شَدِيدَة الْبرد كَثِيرَة الثلوج

<<  <  ج: ص:  >  >>