للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستبشار فَإِن الفرنج محصورون والنازل المحصور كالمركب المكسور والنصر قد أعرب لعسكر الْإِسْلَام وَالْكفْر جَار ومجرور

فصل فِي المصاف الْأَعْظَم على عكا وَهِي الْوَقْعَة الْكُبْرَى الَّتِي بدأت بالسوأى وختمت بِالْحُسْنَى

قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لما كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين من شعْبَان تحركت عَسَاكِر الفرنج حَرَكَة لم يكن لَهُم بِمِثْلِهَا عَادَة فارسهم وراجلهم وَكَبِيرهمْ وصغيرهم وَاصْطَفُّوا خَارج خيمهم قلبا وميمنة وميسرة وَفِي الْقلب الْملك وَبَين يَدَيْهِ الانجيل مَحْمُول مَسْتُور بِثَوْب أطلس نقطي يمسك أَرْبَعَة أنفس أَرْبَعَة أَطْرَافه وهم يَسِيرُونَ بَين يَدي الْملك

وامتدت الميمنة فِي مُقَابلَة ميسرَة الْمُسلمين من أَولهَا إِلَى آخرهَا وامتدت ميسرَة الْعَدو فِي مُقَابلَة ميمنتنا إِلَى آخرهَا وملكوا رُؤُوس التلال فَكَانَ طرف ميمنتهم إِلَى النَّهر وطرف ميسرتهم إِلَى الْبَحْر وَأمر السُّلْطَان الجاووش أَن يُنَادي فِي النَّاس يَا للاسلام وعساكر الْمُوَحِّدين فَركب النَّاس وَقد باعوا أنفسهم بِالْجنَّةِ وامتدت الميمنة إِلَى الْبَحْر كل قوم يركبون ويقفون بَين يَدي خيامهم والميسرة إِلَى النَّهر كَذَلِك أَيْضا

<<  <  ج: ص:  >  >>