حَتَّى نزل الْقصير فَبَاتَ بِهِ وَأصْبح على الْمَخَاض وَعبر وَسَار حَتَّى أَتَى بيسان فَوجدَ أَهلهَا قد نزحوا عَنْهَا وَتركُوا مَا كَانَ من ثقيل الأقمشة والغلال والأمتعة بهَا فنهبها الْعَسْكَر وغنموا وأحرقوا مَا لم يُمكن أَخذه
وَسَار حَتَّى أَتَى الجالوت وَهِي قَرْيَة عامرة وَعِنْدهَا عين جَارِيَة فخيم بهَا
وَكَانَ قد قدم عز الدّين جرديك وَجَمَاعَة من المماليك النورية وجاولي مَمْلُوك أَسد الدّين حَتَّى يكشفوا خبر الفرنج فاتفق أَنهم صادفوا عَسْكَر الكرك والشوبك سائرين نجدة للفرنج فَوَقع أَصْحَابنَا عَلَيْهِم وَقتلُوا مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وأسروا مِنْهُم زهاء مئة نفر وعادوا وَلم يفقد من الْمُسلمين سوى شخص وَاحِد يدعى بهْرَام الشاووش فوصل إِلَيْهِ فِي بَقِيَّة يَوْم الكسرة وَهُوَ الْعَاشِر من جُمَادَى الْآخِرَة
وَفِي حادي عشرَة وصل الْخَبَر إِلَى السُّلْطَان أَن الفرنج قد اجْتَمعُوا فِي صفورية ورحلوا إِلَى الفولة وَهِي قَرْيَة مَعْرُوفَة وَكَانَ غَرَضه المصاف فَلَمَّا سمع بذلك تعبى لِلْقِتَالِ وَسَار للقاء الْعَدو فَالْتَقوا وَجرى قتال عَظِيم وَقتل من الْعَدو جمَاعَة وجرح جمَاعَة وهم يَنْضَم بَعضهم إِلَى بعض يحمي راجلهم فارسهم وَلم يخرجُوا للمصاف وَلم يزَالُوا سائرين حَتَّى أَتَوا الْعين فنزلوا عَلَيْهَا وَنزل السُّلْطَان حَولهمْ وَالْقَتْل وَالْجرْح يعْمل فيهم لِيخْرجُوا إِلَى المصاف وهم لَا يخرجُون لخوفهم من الْمُسلمين فَإِنَّهُم كَانُوا فِي كَثْرَة عَظِيمَة فَرَأى السُّلْطَان الانتزاح عَنْهُم لَعَلَّهُم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute