للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كوسات الْأُمَرَاء من أماكنها وَركب النَّاس وسارع الفرنج فِي قصد الميمنة حَتَّى وصلوا إِلَى المخيم العادلي قبل استتمام ركُوب العساكر ودخلوا فِي وطاقه وامتدت أَيْديهم فِي السُّوق وأطراف الخيم بالنهب والغارة وَقيل وصلوا إِلَى خيمة الْخَاص وَأخذُوا من شرابخاناته شَيْئا

وَركب الْعَادِل واستركب من يَلِيهِ من الميمنة كالطواشي قايماز النجمي وَعز الدّين جرديك النوري وَمن يجْرِي مجْرَاه ووقف وقُوف مخادع حَتَّى يوغل بهم طمعهم فِي المخيم ويشتغلوا بالنهب وَكَانَ كَمَا ظن فَإِنَّهُ عاثت أَيْديهم فِي الْخيام والأقمشة والفواكه وَالطَّعَام فَلَمَّا علم اشتغالهم بذلك صَاح بِالنَّاسِ وَحمل بِنَفسِهِ يقدمهُ وَلَده الْكَبِير شمس الدّين مودود وَحمل بحملته من كَانَ يَلِيهِ من الميمنة واتصل الْأَمر بِجَمِيعِ الميمنة حَتَّى وصل الصائح إِلَى عَسْكَر الْموصل وهجموا على الْعَدو هجمة الْأسود على فرائسها وأمكنهم الله مِنْهُم وَوَقعت الكسرة فعادوا يَشْتَدُّونَ نَحْو خيامهم هاربين وعَلى أَعْقَابهم ناكصين وَسيف الله يقتل فيهم وَصَاح صائح السُّلْطَان فِي النَّاس يَا أبطال الْمُوَحِّدين هَذَا عَدو الله قد أمكن الله مِنْهُ وَقد دَاخله الطمع حَتَّى غشي خيامكم بِنَفسِهِ

فبادر إِلَى إجَابَته حلقته وخاصته ثمَّ طلب عَسْكَر الْموصل يقدمهم عَلَاء الدّين ولد عز الدّين ثمَّ عَسْكَر مصر يقدمهم

<<  <  ج: ص:  >  >>