وتدافعت لَهَا أَعِنَّة مطلقات فرجفت لَهَا الجدران واصطفقت وتلاقت على بعْدهَا واعتنقت وثار من السَّمَاء وَالْأَرْض عجاج فَقيل لَعَلَّ هَذِه على هَذِه قد انطبقت
وتوالت البروق من جِهَة المقطم على نظام وَتبع الْوَاحِدَة الْأُخْرَى وتقفى الثَّانِيَة على أثر الأولى وَترى البروق واقفة وَهِي تتعاقب وقائمة وَهِي تتجاذب وَلَا تحسب إِلَّا أَن جَهَنَّم قد سَالَ مِنْهَا وَاد وَعدا مِنْهَا عَاد
وَزَاد عصف الرّيح إِلَى أَن انطفأت سرج النُّجُوم ومزقت أَدِيم السَّمَاء ومحت مَا كَانَ فَوْقه من الرقوم وَلَا تزَال هَذِه الرّيح تسكن سكونا خَفِيفا ثمَّ تعاود عودا عنيفا فَكُنَّا كَمَا قَالَ الله تعاى {يجْعَلُونَ أَصَابِعهم فِي آذانهم من الصَّوَاعِق} وكما قُلْنَا ويردون أَيْديهم على أَعينهم من البوارق لَا عَاصِم من الخطف للأبصار وَلَا ملْجأ من الْخطب إِلَّا معاقل الاسْتِغْفَار