للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من طرف خَفِي) ويتوقعون أَي خطب جلي قد انْقَطَعت من الْحَيَاة علقهم وعميت عَن النجَاة طرقهم وَوَقعت الفكرة فِيمَا هم عَلَيْهِ قادمون وندموا وَنَحْمَد الله أَن نفعهم بِأَنَّهُم نادمون وَقَامُوا إِلَى صلَاتهم وودوا أَن لَو كَانُوا من الَّذين عَلَيْهَا دائمون

وَلم يزل ذَلِك دأبهم كلما سكنت الرِّيَاح تحركت وَكلما قيل اسْتَقَلت بَركت وَكلما أخذت قيل مَا تركت حَتَّى الثُّلُث الْأَخير من اللَّيْلَة الْمَذْكُورَة والقلوب إِلَى الْحَنَاجِر بَالِغَة والأبصار عَن سننها زائغة إِلَى أَن أذن الله فِي الركود وأسعف الهاجدين بِالْأَمر لَهَا بالهجود وَأصْبح كل يسلم على رَفِيقه ويهنيه بسلامة طَرِيقه وَيرى أَنه قد بعث بعد النفخة وأفاق بعد الصَّيْحَة والصرخة وَأَن الله قد رد لَهُ الكرة وأدبه بعد أَن كَاد يَأْخُذهُ على الْغرَّة

وَورد من الْخَبَر أَن المراكب كسرهَا مَا كَانَ مُعْتَرضًا مِنْهَا فِي الْبَحْر للعارض وَالْأُصُول العادية من الشّجر عدت عَلَيْهَا الرّيح بحماها النافض وَأَن فِي الطّرق من الْمُسَافِرين من كَانَ نَائِما فدفنته الرِّيَاح حَيا وَركب فَمَا أغْنى عَنهُ الْفِرَار مِمَّا هُوَ أَمَامه شيا

<<  <  ج: ص:  >  >>