بِقَصْدِهِ {مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده}
قَالَ الْعِمَاد ثمَّ دخل السُّلْطَان مَدِينَة آمد وَجلسَ فِي دَار الْإِمَارَة وَحلف نور الدّين بن قرا أرسلان على أَنه يظْهر بهَا الْعدْل ويقمع الْجور وَيكون سَامِعًا مُطيعًا للسُّلْطَان من معاداة الْأَعْدَاء ومصافاة الخلان فِي كل وَقت وزمان وَأَنه مَتى استمده من آمد لقِتَال الفرنج وجده لذَلِك يقظان وَإِلَيْهِ عطشان
قَالَ وَكَانَ هَذَا نور الدّين فِي خدمَة السُّلْطَان بِنَفسِهِ وَعَسْكَره مُنْذُ عبر الْفُرَات ثمَّ إِن رسل مُلُوك الْأَطْرَاف اجْتمعت عِنْد السُّلْطَان كل يطْلب لصَاحبه الْأمان وَأَن يَتَّخِذهُ من جملَة الأعوان مِنْهُم صَاحب ماردين وَصَاحب ميافارقين وهما قَرِيبا ابْن قرا أرسلان فَرد السُّلْطَان كل رَسُول بسوله وَأجَاب إقباله بقبوله
ثمَّ رَحل السُّلْطَان من آمد وَعبر الْفُرَات لقصد حلب وولاياتها فتسلم فِي طَرِيقه تل خَالِد بِالرُّعْبِ وَلم يكن مِنْهُم بِالْقربِ فَأقر أَهلهَا فِيهَا ثمَّ نزل على عين تَابَ فبادر صَاحبهَا نَاصح الدّين مُحَمَّد بن خمارتكين إِلَى خدمَة السُّلْطَان فَأَعَادَهُ إِلَى مَكَانَهُ بِالْإِحْسَانِ
وَقَالَ ابْن أبي طي تسلم السُّلْطَان تل خَالِد فِي رَابِع عشر محرم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute