وَكَانَ عماد الدّين زنكي قبل ذَلِك قد خرج وَخرب قلعة عزاز فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين وَخرب حصن كفرلاثا وَأَخذهَا من بكمش فَإِنَّهُ كَانَ قد صَار مَعَ السُّلْطَان وَقَاتل تل بَاشر فَلم يقدر عَلَيْهَا وَجَرت غارات من الفرنج على الْبِلَاد بِحكم اخْتِلَاف العساكر
قَالَ وَلما نزل السُّلْطَان على حلب استدعى العساكر من الجوانب فَاجْتمع خلق كثير وقاتلها قتالا شَدِيدا وَتحقّق عماد الدّين زنكي أَنه لَيْسَ لَهُ بِهِ قبل وَكَانَ قد ضرس من اقتراح الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وجبههم فَأَشَارَ إِلَى حسام الدّين طمان أَن يسفر لَهُ مَعَ السُّلْطَان فِي إِعَادَة بِلَاده وَتَسْلِيم حلب إِلَيْهِ واستقرت الْقَاعِدَة وَلم يشْعر أحد من الرّعية وَلَا من الْعَسْكَر حَتَّى تمّ الْأَمر ثمَّ أعلمهم وَأذن لَهُم فِي تَدْبِير أنفسهم فأنفذوا عَنهُ وَعَن الرّعية عز الدّين جرديك وزين الدّين بلك فبقوا عِنْده إِلَى اللَّيْل واستحلفوه على الْعَسْكَر وعَلى أهل الْبَلَد وَذَلِكَ فِي سَابِع عشر صفر وَخرجت العساكر إِلَى خدمته إِلَى الميدان الْأَخْضَر ومقدمو حلب وخلع عَلَيْهِم وَطيب قُلُوبهم وَأقَام عماد الدّين بالقلعة يقْضِي أشغاله وينقل أقمشته وخزائنه إِلَى يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري صفر