دَارا وأخو صَاحب سنجار وعسكر ماردين فاجتمعت العساكر بِرَأْس المَاء وأشفق السُّلْطَان على ابْن قرا أرسلان من اقتحام المشاق فأقامه بِرَأْس المَاء بحوران إِلَى حِين الْعود وَأمر الْعَادِل بِالْإِقَامَةِ مَعَه
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد سير السُّلْطَان إِلَى العساكر يطْلبهَا فوصل ابْن قرا أرسلان نور الدّين إِلَى حلب ثامن عشر صفر فَأكْرمه الْعَادِل إِكْرَاما عَظِيما وأصعده القلعة وباسطه ورحل مَعَه طَالبا دمشق
وَكَانَ السُّلْطَان قد مرض أَيَّامًا ثمَّ شفَاه الله تَعَالَى وَلما بلغه وُصُول ابْن قرا أرسلان خرج إِلَى لِقَائِه وَكَانَ رَحمَه الله يكارم النَّاس مكارمة عَظِيمَة فالتقاه على الجسر بالبقاع فِي تَاسِع ربيع الأول ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَخلف نور الدّين واصلا مَعَ الْعَادِل فتأهب للغزاة وَخرج مبرزا إِلَى جسر الْخشب وَوصل الْعَادِل وَابْن قرا أرسلان دمشق فأقاموا بهَا أَيَّامًا ثمَّ رحلوا يلتحقون بالسلطان ورحل السُّلْطَان من رَأس المَاء ثَانِي ربيع الآخر طَالبا للكرك فَأَقَامَ قَرِيبا مِنْهَا أَيَّامًا ينْتَظر وُصُول الْملك المظفر من مصر إِلَى تَاسِع عشر الشَّهْر فوصل تَقِيّ الدّين وَاجْتمعَ بِهِ وَمَعَهُ بَيت الْعَادِل وخزائنه فسيرهم إِلَيْهِ وَتقدم إِلَيْهِ وَإِلَى بَقِيَّة العساكر بالوصول إِلَيْهِ إِلَى الكرك فتتابعت العساكر إِلَى خدمته حَتَّى أَحدقُوا بالكرك فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى وَركب المجانيق عَلَيْهِ وَقد الْتَقت العساكر المصرية والشامية والجزرية
وَلما بلغ الفرنج ذَلِك خَرجُوا براجلهم وفارسهم إِلَى الذب عَن الكرك وَكَانَ على الْمُسلمين فِيهِ ضَرَر عَظِيم فَإِنَّهُ كَانَ يقطع عَن قصد مصر بِحَيْثُ كَانَت القوافل لَا يُمكنهَا الْخُرُوج إِلَّا مَعَ العساكر الجمة فاهتم السُّلْطَان بأَمْره
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute