(فَلَا تخف بعْدهَا الإفرنج قاطبة ... فالقوم إِن نفروا ألوى بهم نفر)
(إِن قَاتلُوا قُتِلوا أَو حَاربُوا حربوا ... أَو طاردوا طردوا أَو حاصروا حصروا)
(وطالما استفحل الْخطب البهيم بهم ... حَتَّى أَتَى ملك آراؤه غرر)
(وَالسيف مفترع أبكار أنفسهم ... وَمن هُنَالك قيل الصارم الذّكر)
(لَا فَارَقت ظِلَّ محيى الْعدْل لامعة ... كالصبح تطوى من الْأَعْدَاء مَا نشرُوا)
(ولآ انثنى النّصْرُ عَن أنصار دولته ... بِحَيْثُ كَانَ وَإِن كَانُوا بِهِ نصروا)
(حَتَّى تعود ثغور الشَّام ضاحكة ... كَأَنَّمَا حل فِي أكنافها عمر)
وَقَالَ ابْن مُنِير
(فدتك الْمُلُوك وأيامها ... ودان لنقضك إبرامها)
(وزلت لعينك أَقْدَامهَا ... وَزَالَ لبطشك إقدامها)
(وَلَو لم تُسلم إِلَيْك الْقُلُوب ... هَواهَا لما صَحَّ إسْلَامهَا)
(أيا محيى الْعدْل لما نعاه ... أيامي البرايا وأيتامها)
(ومستنقذ الدّين من أمة ... أذال المحاريب أصنامها)
(دلفت لَهَا تقتفيك الْأسود ... وَالْبيض والسمر آجامها)
(جزرت جزيرتها بِالسُّيُوفِ ... حَتَّى تشاءمها شامها)
(وَصَارَت عوارى أكنافه ... مَتى شِئْت أرخص مستامها)
قَالَ ابْن الْأَثِير وَلما وصل الرّوم والفرنج إِلَى الشَّام وَرَأَوا الْأَمر قد فَاتَ أَرَادوا جبر مصيبتهم بمنازلة بعض بِلَاد الْمُسلمين فنازلوا حلب وحصروها فَلم ير الشَّهِيد أَن يخاطر بِالْمُسْلِمين ويلقاهم لأَنهم كَانُوا فِي جمع عَظِيم فانحاز عَنْهُم وَنزل قَرِيبا مِنْهُم يمْنَع عَنْهُم الْميرَة ويحفظ أَطْرَاف