وَكتب الْعِمَاد عَن السُّلْطَان كتابا إِلَى أَخِيه سيف الْإِسْلَام بِالْيمن بشرح الْحَال وَفِيه وَنزل لنا صَاحب الْموصل عَن جَمِيع مَا وَرَاء الزاب من الْبِلَاد والقلاع والحصون والضياع وشهرزور ومعاقلها وأعمالها وَولَايَة بني قفجاق وَولَايَة القرابلي والبوازيج وعانة وقررنا عَلَيْهِ الْموصل وأعمالها على أَنه يكون بحكمنا وَينفذ عسكره إِلَى خدمتنا وَتَكون الْخطْبَة وَالسِّكَّة باسمنا وَأَن يُطلق الْمَظَالِم وَلَا يرتكب المآثم وَقد حصل لنا من صَاحب الْموصل وَمن جَمِيع من بالجزيرة وديار بكر الطَّاعَة وَالسِّكَّة وَالْخطْبَة وعمت الهيبة والرهبة والعزائم إِلَى الْجِهَاد فِي سَبِيل الله نوازع وَقد زَالَت الْعَوَائِق وَارْتَفَعت الْمَوَانِع
قَالَ وَنفذ السُّلْطَان إِلَى شهرزور مَمْلُوكه مُجَاهِد الدّين أياز سربك فتملا بهَا وتملك ونال الْمَقَاصِد وَأدْركَ وَكَانَ التركمان الإيوانية مستولية بهَا فشتت شملها وَندب للنَّظَر فِي تِلْكَ الْأَعْمَال القَاضِي شمس الدّين بن الْفراش وأقطع البوازيج لبَعض خواصه المماليك وسير إِلَى الْبِلَاد نوابه ورتب فِيهَا لإِقَامَة سنَن الْعدْل وَالْإِحْسَان أَصْحَابه ووقف ضَيْعَة بالبوازيج تعرف ببافيلا على وَرَثَة شيخ الشُّيُوخ بِبَغْدَاد
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لما أيس السُّلْطَان من أَمر خلاط وَعَاد إِلَى الْموصل فَنزل بَعيدا عَنْهَا وَهِي الدفعة الثَّالِثَة بِموضع يُقَال لَهُ كفر زمار وَكَانَ الْحر شَدِيدا فَأَقَامَ مُدَّة وَفِي هَذِه الْمنزلَة أَتَاهُ سنجر شاه من الجزيرة وَاجْتمعَ بِهِ وَأَعَادَهُ إِلَى بَلَده وَمرض السُّلْطَان بِكفْر زمار مَرضا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute