وَهِي زمرد بنت جاولي أُخْت الْملك دقاق لأمه وَزوج زنكي وَالِد نور الدّين رَحِمهم الله
قَالَ الْعِمَاد وَذَلِكَ سوى وقوفها على معتقيها وعوارفها وأياديها وَكَانَ السُّلْطَان حِينَئِذٍ بحران فِي بَحر الْمَرَض وبحرانه وعنف الْأَلَم وعنفوانه فَمَا أخبرناه بوفاتها خوفًا من تزايد علته وتوقد غَلَّته وَهُوَ يَسْتَدْعِي فِي كل يَوْم درجا وَيكْتب إِلَيْهَا كتابا طَويلا ويلقي على ضعفه من تَعب الْكِتَابَة والفكر حملا ثقيلا حَتَّى سمع نعي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه ابْن عَمه فنعيت إِلَيْهِ الخاتون وَقد تعدت عَنهُ إِلَيْهِمَا الْمنون وَكَانَت وَفَاة نَاصِر الدّين بحمص فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة فَجْأَة من غير مرض وأجرى السُّلْطَان أَسد الدّين شيركوه وَلَده على مَا كَانَ لوالده ومقابلته بِأَحْسَن عوائده
قلت وقبر الخاتون الْمَذْكُورَة فِي التربة المنسوبة إِلَيْهَا بسفح جبل قاسيون قبلي الْمقْبرَة الشركسية
وَأما نَاصِر الدّين فنقلته زَوجته ابْنة عَمه سِتّ الشَّام بنت أَيُّوب فدفنته فِي مقبرتها بمدرستها بالعوينة فَهُوَ الْقَبْر الْأَوْسَط بَين قبرها وقبر أَخِيهَا رَحِمهم الله
وَكَانَت سِتّ الشَّام كَثِيرَة الْمَعْرُوف وَالْبر وَالصَّدقَات
وَكتب الْفَاضِل إِلَى تَقِيّ الدّين ورد الْخَبَر عَشِيَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute