للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظَّاهِر بِدِمَشْق وَالْأَفْضَل بِمصْر فَلَمَّا ورد نعي الخاتون وناصر الدّين وخلا شبله أَسد الدّين بعده فِي العرين وَخيف على بِلَاده لصِغَر أَوْلَاده واحتيج أَيْضا إِلَى الِاحْتِيَاط على مَا فِي خزائنه واستخراج دفائنه وَكَذَلِكَ الخاتون خلفت أملاكا وتراثا وأوقافا وأمتعة وأثاثا لم يكن من الْحَرَكَة بُد وَقدم الْكتب إِلَى الْبِلَاد بِمَا صمم عَلَيْهِ عزمه وأجرى بِهِ حكمه وَأمر بالاستعداد لترقب الاستدعاء ووصاهم فِي سَائِر الْمَقَاصِد والأنحاء

وَكتب إِلَى ولد نَاصِر الدّين قد عرفنَا الْمُصَاب بوالده رَحمَه الله وَأعظم أجرنا وأجره فِيهِ وَإِن مضى لسبيله فولدنا أَسد الدّين أَحْيَاهُ الله نعم الْخلف الصَّالح وَإِن انْتقل وَالِده إِلَى دَار الْبَقَاء فَهُوَ فِي مَكَانَهُ المستقر من الْمجد والْعَلَاء والولايات والبلاد والمعاقل بَاقِيَة عَلَيْهِ مسلمة إِلَيْهِ مقررة فِي يَدَيْهِ وَمَا مضى من وَالِده رَحمَه الله إِلَّا عينه وولدنا قُرَّة الْعُيُون وَبِه اسْتِقْرَار السّكُون وَالْحَمْد لله الَّذِي جبر بِهِ كسر الْمُصَاب وألبسنا وإياه ثوب الثَّوَاب فليشرح ولدنَا صَدره وَلَا يشغل سره وَيعرف خواصه وَأَصْحَابه وولاته ونوابه بحمص والرحبة وَغَيرهمَا أَنهم باقون على عَادَتهم

وَكَانَ الْمَنْدُوب إِلَيْهِ القَاضِي نجم الدّين أَبُو البركات بن الشَّيْخ شرف الدّين بن أبي عصرون وَلم يُفَارق الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فِي هَذِه السّنة

قَالَ وَفِي هَذِه السّنة لما كُنَّا على ميافارقين وَقد فتحناها ورد للسُّلْطَان مِثَال شرِيف إمامي ناصري بتفويض ولَايَة ماردين والحصن وَهُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>