للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَقْبل عَلَيْهِ

وَلما ملك وَلَده الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رَحمَه الله مصر لم يُمكنهُ من الْعود إِلَى الشَّام ووقف عَلَيْهِ وَقفا بالديار المصرية وعَلى عقبه وَهُوَ بَاقٍ بِأَيْدِيهِم إِلَى الْآن

وقرأت بِخَط صَلَاح الدّين رَحمَه الله مَا كتبه فِي حَقه إِلَى أَخِيه الْملك الْعَادِل لما كَانَ نَائِبه بِمصْر الْأَخ الْأَجَل الْملك الْعَادِل أدام الله دولته غير خَافَ عَنهُ قَضِيَّة الْوَقْف الَّذِي أوقفهُ الْوَالِد نجم الدّين تغمده الله برحمته ورضوانه على الشَّيْخ الْفَقِيه ابْن الصَّابُونِي وَأَنه لما جرى لَهُ من الْمُخَاصمَة مَعَ الشَّيْخ الْفَقِيه نجم الدّين يَعْنِي الخبوشاني مَا جرى اقْتَضَت الْمصلحَة لتسكين الْفِتْنَة وَقطع الْكَلَام انْتِقَاله إِلَى مَوضِع غَيره لنقطع الْفِتْنَة وَالْخُصُومَة بَينهم بأمرنا إِلَيْهِ مَعَ بَقَاء الْوَقْف فِي تصرفه وَتصرف من عِنْده من الْفُقَهَاء

وَالْأَخ الْأَجَل الْملك الْعَادِل يتَقَدَّم بمراعاته وَحفظ جَانِبه وتمكينه من التَّصَرُّف فِي الْوَقْف الْمشَار إِلَيْهِ وَمنع من يَعْتَرِضهُ فِيهِ بِوَجْه من وُجُوه التأويلات وحسم مَادَّة الشكوى مِنْهُ مِمَّن يتَعَدَّى عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى

وقرأت بِخَط الشَّيْخ عمر الملاء الْموصِلِي رَحمَه الله كتابا كتبه إِلَى ابْن الصَّابُونِي هَذَا بشيراز يطْلب مِنْهُ فِيهِ الدُّعَاء ويصف حَاله أَوله أَخُوهُ عمر بن مُحَمَّد الملاء يَقُول فِيهِ وَبعد فَالَّذِي يتطلع إِلَيْهِ من معرفَة أحوالي فجملتها خير وسلامة غارق فِي بحار النعماء ومغمور فِي هواطل الآلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>