بِالْأَمر لسداده وَبلغ مدى رشاده ونعت بِالْملكِ الْمُجَاهِد ونهض بمحامل المحامد
قَالَ وأقمنا بحمص حَتَّى استعرضنا خَزَائِن نَاصِر الدّين وَقَسمنَا مِيرَاثه وَكَانَت أُخْت السُّلْطَان الحسامية زَوْجَة نَاصِر الدّين وَهِي مُسْتَحقَّة الثّمن وَالْبَاقِي بَين الْبِنْت وَالِابْن وَخلف عينا وورقا مجتمعا ومفترقا ومبلغ التراث فِي الْملك وَالْعين والأثاث عظم أَن يقدر بِمِقْدَار وأناف على ألف ألف دِينَار فَمَا أَعَارَهُ السُّلْطَان طرفه بل تَركه على أهل التَّرِكَة
قَالَ وَلما شاع بِدِمَشْق خبر دنونا احتفل أَهلهَا وَاجْتمعَ بالمسار شملها وطلعت أعيانها ونبعت عيونها ووافت أبكارها وعونها وَظهر مكنونها ومخزونها وترامت إِلَيْنَا ثمراتها ومكرماتها سهولها وحزونها ودخلنا الْمَدِينَة وزينة الدُّنْيَا خَارِجَة وسكينة النعمى فارجة ودمشق كالهدي مزفوفة وبالهدى محفوفة وبالحسن مَوْصُوفَة
وَكَانَ النَّاس قد ساءهم خبر الْمَرَض فسرهم عيان السَّلامَة وأسهرهم الْهم للإشفاق فراجعوا للشفاء كرى الْكَرَامَة وَمَا ألذ الرَّجَاء بعد الإبلاس والثراء غب الإفلاس والأمل عقيب الياس وَأَنَّهُمْ ظفروا فِي حَالَة الإيحاش بالإيناس وأمنوا بمشاهدة الْأَنْوَار السُّلْطَانِيَّة حنادس الوسواس
وَاجْتمعَ السُّلْطَان فِي القلعة بأَهْله وأقلع المرجف عَن جَهله وَحسنت الْأَحْوَال وَأمنت الْأَهْوَال وشاهدنا الْفضل وَالْكَرم بِالْمُشَاهَدَةِ الْفَاضِلِيَّةِ الْكَرِيمَة وعدنا إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute