للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متفردا على الْمُلُوك السالفة فَكيف مُلُوك الْعَصْر فِي السمو والسوم غير أَن هَذِه النّوبَة الْمُبَارَكَة كَانَت لِلْفَتْحِ الْقُدسِي مُقَدّمَة ولمعاقد النَّصْر وقواعده مبرمة محكمَة

وَمن عجائب هَذِه الْوَقْعَة وغرائب هَذِه الدفعة أَن فارسهم مَا دَامَ فرسه سالما لم يدل للصرعة فَإِنَّهُ من لبسه الزردي من قرنه إِلَى قدمه كَأَنَّهُ قِطْعَة حَدِيد ودراك الضَّرْب وَالرَّمْي إِلَيْهِ غير مُفِيد لَكِن فرسه إِذا هلك فرس وَملك فَلم يغنم من خيلهم ودوابهم وَكَانَت ألوفا مَا هُوَ سَالم وَمَا ترجل فَارس إِلَّا والطعن وَالرَّمْي لمركوبه كالم وغنمنا مَا لَا يحصر من بيض مَكْنُون وزغف موضون وبلاد وحصون وسهول وحزون وابتذلنا مِنْهُم بِهَذَا الْفَتْح كل إقليم مصون وَذَلِكَ سوى مَا استبيح من مَال مخزون واستخرج من كنز مدفون

وَصحت هَذِه الكسرة وتمت هَذِه النُّصْرَة يَوْم السبت وَضربت ذلة أهل السبت على أهل الْأَحَد وَكَانُوا أسودا فعادوا من النَّقْد فَمَا أفلت من تِلْكَ الآلاف إِلَّا آحَاد وَمَا نجا من أُولَئِكَ الْأَعْدَاء إِلَّا أعداد وامتلأ الملا بالأسرى والقتلى وانجلى الْغُبَار عَنْهُم بالنصر الَّذِي تجلى وقيدت الْأُسَارَى فِي الحبال وَاجِبَة الْقُلُوب وفرشت الْقَتْلَى فِي الوهاد وَالْجِبَال وَاجِبَة الْجنُوب وحطت حطين تِلْكَ الْجِيَف عَن

<<  <  ج: ص:  >  >>