للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقائد قيد وَقيد وَملك مَمْلُوك وهاتك مهتوك وحر فِي الرّقّ ومبطل فِي يَد المحق وَلم يؤسر الْملك حَتَّى أَخذ صَلِيب الصلبوت وَأهْلك دونه الطاغوت وَهُوَ الَّذِي إِذا نصب وأقيم وَرفع سجد لَهُ كل نَصْرَانِيّ وَركع وهم يَزْعمُونَ أَنه من الْخَشَبَة الَّتِي يَزْعمُونَ أَنه صلب عَلَيْهَا معبودهم وَقد غلفوه بِالذَّهَب الْأَحْمَر وكللوه بالدر والجوهر وأعدوه ليَوْم الروع الْمَشْهُود ولموسم عَلَيْهِم الْمَوْعُود فَإِذا أخرجته القسوس وَحَمَلته الرؤوس تبَادرُوا إِلَيْهِ وانثالوا عَلَيْهِ وَلَا يسع أحدهم عَنهُ التَّخَلُّف وَلَا يسوغ للمتخلف عَن اتِّبَاعه فِي نَفسه التَّصَرُّف وَأَخذه عِنْدهم أعظم من أسر الْملك وَهُوَ أَشد مصاب لَهُم فِي ذَلِك المعترك فَإِن الصَّلِيب السليب مَا لَهُ عوض وَلَا لَهُم فِي سواهُ غَرَض والتأله لَهُ عَلَيْهِم مفترض فَهُوَ إلههم وتعفر لَهُ جباههم وتسبح لَهُ أَفْوَاههم يتغاشون عِنْد أحضاره ويتعاشون لإبصاره ويتلاشون لإظهاره ويتغاضون إِذا شاهدوه ويتواجدون إِذا وجدوه ويبذلون دونه المهج وَيطْلبُونَ بِهِ الْفرج بل صاغوا على مثله صلبانا يعبدونها ويخشعون لَهَا فِي بُيُوتهم ويشهدونها

فَلَمَّا أَخذ هَذَا الصَّلِيب عظم مصابهم ووهت أصلابهم وَكَانَ الْجمع المكسور عَظِيما والموقف الْمَنْصُور كَرِيمًا فكأنهم لما عرفُوا إِخْرَاج هَذَا الصَّلِيب لم يتَخَلَّف أحد عَن يومهم العصيب فهلكوا قتلا وأسرا وملكوا قهرا وقسرا

وَلما صَحَّ الْكسر وَقضي الْأَمر وَتمكن النَّصْر وَسكن الْبَحْر ضرب السُّلْطَان فِي تِلْكَ الحومة دهليز السرادق وتوافت إِلَيْهِ حماة الْحَقَائِق وَنزل السُّلْطَان وَصلى للشكر وَسجد وجدد الاستبشار بِمَا وجد وأحضر

<<  <  ج: ص:  >  >>