للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعدائه بأيدي أوليائه أَخذ الْقرى وَهِي ظالمة

وَفِي يَوْم الْخَمِيس منسلخ الشَّهْر فتحت عكا بالأمان وَرفعت بهَا أَعْلَام الْإِيمَان وَهِي أم الْبِلَاد وَأُخْت إرم ذَات الْعِمَاد

وَقد اصدر هَذِه المطالعة وصليب الصلبوت مأسور وقلب ملك الْكفْر الْأَسير بجيشه المكسور مكسور وَالْحَدِيد الْكَافِر الَّذِي كَانَ فِي يَد الْكفْر يضْرب وَجه الْإِسْلَام قد صَار حديدا مُسلما يعوق خطوَات الْكفْر عَن الْإِقْدَام وأنصار الصَّلِيب وكباره وكل من المعمودية عمدته والدير دَاره قد أحاطت بِهِ يَد القبضة وغلق رَهنه فَلَا يقبل فِيهِ القناطير المقنطرة من الذَّهَب وَالْفِضَّة وطبرية قد رفعت أَعْلَام الْإِسْلَام عَلَيْهَا وَنَكَصت من عكا مِلَّة الْكفْر على عقبيها وعمرت إِلَى أَن شهِدت يَوْم الْإِسْلَام وَهُوَ خير يوميها

وَقد صَارَت البيع مَسَاجِد يعمرها من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَصَارَت المذابح مَوَاقِف لخطباء المنابر واهتزت أرْضهَا لموقف الْمُسلم فِيهَا وطالما ارتجت لموقف الْكَافِر

فَأَما الْقَتْلَى والأسرى فَإِنَّهَا تزيد على ثَلَاثِينَ ألفا وَأما فرسَان الداوية والاسبتار فقد أمضى حكم الله فيهم وَقطع بهم سوق نَار الْجَحِيم ورحل الراحل مِنْهُم إِلَى الشَّقَاء الْمُقِيم وَقتل الإبرنس الْكفَّار ونشيدة النَّار من يَده فِي الْإِسْلَام كَمَا كَانَت يَد الكليم

والبلاد والمعاقل الَّتِي فتحت طبرية عكا الناصرة صفورية قيسارية نابلس حيفا معليا الفولة الطّور الشقيف وقلاع بَين هَذِه كَثِيرَة

وَالْملك المظفر تَقِيّ الدّين ظفره الله مضايق لصور

<<  <  ج: ص:  >  >>