للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاتفقَ فتح الْبَيْت الْمُقَدّس فِي يَوْم كَانَ فِي مثل ليلته مِنْهُ الْمِعْرَاج وَتمّ بِمَا وضح من منهاج النَّصْر الابتهاج وَجلسَ السُّلْطَان بالمخيم ظَاهر الْقُدس للهناء وللقاء الأكابر والأمراء والمتصوفة وَالْعُلَمَاء وَهُوَ جَالس على هَيْئَة التَّوَاضُع وهيبة الْوَقار بَين الْفُقَهَاء وَأهل الْعلم جُلَسَائِهِ الْأَبْرَار وَوَجهه بِنور الْبشر سَافر وأمله بعز النجح ظافر وبابه مَفْتُوح ورفده ممنوح وحجابه مَرْفُوع وخطابه مسموع ونشاطه مقبل وبساطه مقبل ومحياه يلوح ورياه يفوح وَقد جلت لَهُ حَالَة الظفر وَكَأن دسته بِهِ هَالة الْقَمَر والقراء جُلُوس يقرؤون ويرشدون وَالشعرَاء وقُوف ينشدون وينشدون والأعلام تبرز لتنشر والاقلام تزبر لتبشر والعيون من فرط المسرة تَدْمَع والقلوب للفرح بالنصرة تخشع والألسنة بالابتهال إِلَى الله تضرع وَبشر الْمَسْجِد الْحَرَام بخلاص الْمَسْجِد الْأَقْصَى وتلي {شرع لكم من الدّين مَا وصّى} وهنئ الْحجر الْأسود بالصخرة الْبَيْضَاء ومنزل الْوَحْي بِمحل الْإِسْرَاء ومقر سيد الْمُرْسلين وَخَاتم النَّبِيين بمقر الرُّسُل والأنبياء ومقام إِبْرَاهِيم بِموضع قدم الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ وأدام أهل الْإِسْلَام بشرف بنيته مستمتعين

وتسامع النَّاس بِهَذَا النَّصْر الْكَرِيم وَالْفَتْح الْعَظِيم فوفدوا للزيارة من كل فج عميق وسلكوا إِلَيْهِ فِي كل طَرِيق وأحرموا من الْبَيْت الْمُقَدّس إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق وتنزهوا من زهر كراماته فِي الرَّوْض الأنيق

وَقد سبق أَن الْعِمَاد كَانَ توجه إِلَى دمشق وَالسُّلْطَان على بيروت

<<  <  ج: ص:  >  >>