للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الفرنج وَالنَّصَارَى فِي دُخُول أَبْوَاب النيرَان وَصلى محَارب الدّين فِي الْمِحْرَاب وَرفع الْمَلَائِكَة مَا كَانَ تكاثف بِأَنْفَاسِ الْكفْر من الْحجاب وغسلت الصَّخْرَة الْمُبَارَكَة من أوضارها بِمَاء الْعُيُون الفائض الْفَائِق غزارة الأمواه وَقبلت بالشفاه وبوشرت بالأفواه وطهرت بِأَهْل الْعلم والحلم من أدناس أهل الْجَهْل والسفاه

وَالْحَمْد لله ثمَّ الْحَمد لله وَمَا كَانَ يعوزنا ويعوزه إِلَّا حُضُور الْمجْلس السَّامِي أسماه الله فَمَا لهَذَا الْأَمر رواء إِلَّا بروائه وَلَا للأنس لِقَاء إِلَّا بأنس لِقَائِه وَكَاد يصحف الْفَتْح لَوْلَا صَالح دُعَائِهِ وَحسن آلائه

وَالْحَمْد لله الَّذِي خصنا بِهَذِهِ الخاصية وفضلنا بالنصرة القدسية وَذخر لنا هَذَا الْبر الَّذِي عجز بل قصر عَنهُ مُلُوك الْبَريَّة

وَالْحَمْد لله على هَذِه النِّعْمَة السّنيَّة فَمَا أشوقنا وأشوق الْقُدس إِلَى قدومه وَمَا أظمأنا وأظمأه إِلَى خُصُوص الرّيّ بِهِ وعمومه وَيَا حَظّ هَذَا الْبَيْت الَّذِي هُوَ أَخُو الْبَيْت الْحَرَام من زيارته وَمَا آنق روضه وأوفق رِضَاهُ إِذا فَازَ بنظره ونضارته وَنحن نَعْرِف أَن همته الْعَالِيَة تحدوه وَأَن دينه إِلَى إِجَابَة دَعوته تَدعُوهُ ونسأل الله تَعَالَى أَن يكمل صِحَّته وينعش نهضته وَيُقَوِّي قوته وَمَا أَقَمْنَا بِهَذَا الْبَلَد إِلَّا لتطهيره وترتيب أمره وتدبيره

وَمن كتب أخر نصرنَا الله بملائكته المسومين وأوليائه الْمُؤمنِينَ واستخلصنا بتأييده الْبِلَاد وانتزعناها واقتضضناها بالبيض الذُّكُور من الْحَرْب

<<  <  ج: ص:  >  >>