وَمن كتاب فاضلي إِلَى بَغْدَاد تقلص ظلّ الْكَافِر الْمَبْسُوط وَصدق الله أهل دينه فَلَمَّا وَقع الشَّرْط وَقع الْمَشْرُوط وَجَاء أَمر الله وأنوف أهل الشّرك راغمة وأدلجت السيوف والآجال نَائِمَة واسترد الْمُسلمُونَ تراثا كَانَ عَنْهُم آبقا وظفروا يقظة بِمَا لم يصدقُوا أَنهم يظفرون بِهِ طيفا على النأي طَارِقًا
وَمِنْه فِي وصف نقب السُّور فأخلي السُّور من السيارة وَالْحَرب من النظارة وَأمكن النقاب أَن يسفر للحرب النقاب وَأَن يُعِيد الْحجر إِلَى سيرته من التُّرَاب فَتقدم إِلَى الصخر فمضغ سرده بأنياب معوله وَحل عقده بضربه الأخرق الدَّال على لطافة أنمله وأسمع الصَّخْرَة الشَّرِيفَة حنينه فاستغاثته إِلَى أَن كَادَت ترق لمقتله وتبرأ بعض الْحِجَارَة من بعض وَأخذ الخراب عَلَيْهَا موثقًا فَلَنْ يبرح الأَرْض
ثمَّ قَالَ واستقرت على الْأَعْلَى أَقْدَامهم وخفقت على الْأَقْصَى أعلامهم وتلاقت على الصَّخْرَة قبلهم وشفيت بهَا وَإِن كَانَت صَخْرَة كَمَا يشفى بِالْمَاءِ غللهم وَملك الْإِسْلَام خطة كَانَ عَهده بهَا دمنة سكان فخدمها الْكفْر إِلَى أَن صَارَت رَوْضَة جنان لَا جرم أَن الله أخرجهم مِنْهَا وأهبطهم وأرضى أهل الْحق وأسخطهم وأوعز الْخَادِم برد الْأَقْصَى إِلَى عَهده الْمَعْهُود وَأقَام لَهُ من الْأَئِمَّة من يُوفيه ورده المورود وأقيمت الْخطْبَة يَوْم الْجُمُعَة رَابِع شعْبَان فَكَادَتْ السَّمَوَات للسجوم يتفطرن وَالْكَوَاكِب مِنْهَا للطرب ينتثرن وَرفعت إِلَى الله كلمة التَّوْحِيد وَكَانَت طريقها مسدودة وطهرت قُبُور الْأَنْبِيَاء وَكَانَت بالنجاسات مكدودة وأقيمت الْخمس وَكَانَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute