للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطب وأنصتوا ونطق وسكتوا وأفصح وأعرب وأبدع وَأغْرب وأعجز وأعجب وأوجز وأسهب وَوعظ فِي خطبتيه وخطب بموعظتيه وَأَبَان عَن فضل الْبَيْت الْمُقَدّس وتقديسه وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى من أول تأسيسه وتطهيره بعد تنجيسه وإخراس ناقوسه وَإِخْرَاج قسيسه ودعا للخليفة وَالسُّلْطَان وَختم بقوله تَعَالَى {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان} وَنزل وَصلى فِي الْمِحْرَاب وافتتح بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من أم الْكتاب فَأم بِتِلْكَ الْأمة وَتمّ نزُول الرَّحْمَة وكمل وُصُول النِّعْمَة

وَلما قضيت الصَّلَاة انْتَشَر النَّاس واشتهر الإيناس وانعقد الْإِجْمَاع واطرد الْقيَاس وَكَانَ قد نصب للوعظ تجاه الْقبْلَة سَرِير ليفرعه كَبِير فَجَلَسَ عَلَيْهِ زين الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن نجا فَذكر من خَافَ وَمن رجا وَمن سعد وَمن شقي وَمن هلك وَمن نجا وَخَوف بِذِي الْحجَّة ذَوي الحجا وجلا بِنور عظاته من ظلم الشُّبُهَات مَا دجا وأتى بِكُل عظة للراقدين موقظة وللظالمين محفظة ولأولياء الله مرققة ولأعداء الله مُغَلّظَة

وضج المتباكون وعج المتشاكون ورقت الْقُلُوب وحقت الكروب وتصاعدت النعرات وتحدرت العبرات وَتَابَ المذنبون وأناب المتحوبون وَصَاح التوابون وناح الأوابون وَجَرت حالات جلت وجلوات حلت ودعوات علت وضراعات قبلت وفرص من الْولَايَة الإلهية انتهزت وحصص من الْعِنَايَة الربانية أحرزت

<<  <  ج: ص:  >  >>