للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التركي ويلقب زنكي أَيْضا بلقب وَالِده قسيم الدولة وَيُقَال لنُور الدّين ابْن القسيم وسنتكلم على أَخْبَار أسلافه عِنْد بسط أَوْصَافه وقدمت من إِجْمَال أَحْوَاله مَا يسْتَدلّ بِهِ على أَفعاله

ذكر الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم فِي تَارِيخه أَنه ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مئة وَأَن جده آق سنقر ولي حلب وَغَيرهَا من بِلَاد الشَّام وَنَشَأ أَبوهُ زنكي بالعراق ثمَّ ولي ديار الْموصل والبلاد الشامية وَظَهَرت كِفَايَته فِي مُقَابلَة الْعَدو عِنْد نُزُوله على شيزر حَتَّى رَجَعَ خائبا وَفتح الرها والمعرة وكفرطاب وَغَيرهَا من الْحُصُون الشامية واستنقذها من أيدى الْكفَّار فَلَمَّا انْقَضى أَجله قَامَ ابْنه نور الدّين مقَامه وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس ومئة ثمَّ قصد نور الدّين حلب فملكها وَخرج غازيا فِي أَعمال تل بَاشر فَافْتتحَ حصونا كَثِيرَة من جُمْلَتهَا قلعة عزاز ومرعش وتل خَالِد وَكسر إبرنس أنطاكية وَقَتله وَثَلَاثَة آلَاف فرنجي مَعَه وَأظْهر بحلب السّنة وَغير الْبِدْعَة الَّتِي كَانَت لَهُم فِي التأذين وقمع بهَا الرافضة وَبنى بهَا الْمدَارِس ووقف الْأَوْقَاف وَأظْهر الْعدْل وحاصر دمشق مرَّتَيْنِ وَفتحهَا فِي الثَّالِثَة فضبط أمورها وحصن سورها وَبنى بهَا الْمدَارِس والمساجد وَأصْلح طرقها ووسع أسواقها وَمنع من أَخذ مَا كَانَ يُؤْخَذ مِنْهُم من المغارم المغارم بدار الْبِطِّيخ وسوق الْغنم والكيالة وَغَيرهَا وعاقب على شرب الْخمر واستنقذ من الْعَدو ثغر بانياس والمنيطرة وَغَيرهمَا وَكَانَ فِي الْحَرْب ثَابت الْقدَم حسن الرمى صَلِيب الضَّرْب يقدم أَصْحَابه ويتعرض للشَّهَادَة وَكَانَ يسال الله تَعَالَى أَن يحشره من بطُون السبَاع وحواصل الطير ووقف رَحمَه الله تَعَالَى وقوفا على المرضى ومعلمي الْخط وَالْقُرْآن وساكني الْحَرَمَيْنِ وأقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>