ثمَّ عَاد السُّلْطَان إِلَى الثّقل وسير وَلَده الظَّاهِر إِلَى قلعة تسمى السرمانية يَوْم السبت سَابِع عشره فقاتلها قتالا شَدِيدا وضايقها مضايقة عَظِيمَة وتسلمها أَيْضا يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشري الشَّهْر الْمَذْكُور
قَالَ فاتفق فتوحات السَّاحِل من جبلة إِلَى سرمانية فِي أَيَّام الْجمع وَهِي عَلامَة قبُول دُعَاء خطباء الْمُسلمين وسعادة السُّلْطَان حَيْثُ يسر الله لَهُ الْفتُوح فِي الْيَوْم الَّذِي يُضَاعف فِيهِ ثَوَاب الْحَسَنَات
قَالَ وَهَذَا من نَوَادِر الفتوحات فِي الْجمع المتوالية لم يتَّفق مثلهَا فِي تَارِيخ
وَقَالَ الْعِمَاد سَار السُّلْطَان ثَانِي يَوْم فتح صهيون على سمت القرشيه وَنزل على العَاصِي فِي طَاعَة الله على تل كشفهان فتسلم حصن بكاس يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الشَّهْر وحول خيمة خَفِيفَة إِلَى الْجَبَل لحصار قلعة الشغر وَهِي قلَّة شامخة من أَعلَى القلل مطلة على وَاد عميق وَكَانَ الْكفَّار قد أخلوا بكاس من الرعب واحتموا بقلعة الشغر وَهِي عالية حَصِينَة منيعة لَا تصل المجانيق إِلَيْهَا فاستصعب السُّلْطَان أَخذهَا وَخَافَ من طول أمرهَا فَبَيْنَمَا هُوَ مفكر فِي ذَلِك والفرنج قد داخلهم الرعب فأرسلوا فِي طلب الْأمان واستمهلوا ثَلَاثَة أَيَّام فَكبر الْمُسلمُونَ وفرحوا وَأَصْبحُوا يَوْم الْجُمُعَة والشغر شاغر وَالْكفْر صاغر فتسلمها الْمُسلمُونَ وتصرفوا فِيهَا وَفِيمَا تحويه من ذخائر وَعدد ودواب وأنعام وأنعم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute