للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلبات كَثِيرَة وتكاثروا على تَقِيّ الدّين وَكَانَ فِي طرف الميمنة على الْبَحْر فتراجع عَنْهُم شَيْئا إطماعا لَهُم لَعَلَّهُم يبعدون عَن أَصْحَابهم فينال مِنْهُم غَرضا فَلَمَّا رَآهُ السُّلْطَان قد تَأَخّر ظن بِهِ ضعفا فأمده بأطلاب عدَّة من الْقلب حَتَّى قوي جَانِبه وتراجعت ميسرَة الْعَدو وَاجْتمعت على تل مشرف على الْبَحْر وَلما رأى الَّذين فِي مُقَابلَة الْقلب ضعف الْقلب وَمن خرج مِنْهُ من الأطلاب داخلهم الطمع وتحركوا نَحْو ميمنة الْقلب وحملوا حَملَة الرجل الْوَاحِد راجلهم وفارسهم

قَالَ وَلَقَد رَأَيْت الرجالة تسير سير الخيالة وَلَا يسبقونها وهم يَسِيرُونَ خببا

وَجَاءَت الحملة على الدياربكرية كَمَا يَشَاء الله تَعَالَى وَكَانَ بهم غرَّة عَن الْحَرْب فتحركوا بَين يَدي الْعَدو وانكسروا كسرة عَظِيمَة وسرى الْأَمر حَتَّى انْكَسَرَ مُعظم الميمنة وَاتبع الْعَدو المنهزمين إِلَى العياضية فَإِنَّهُم استداروا حول التل وَصعد طَائِفَة من الْعَدو إِلَى خيم السُّلْطَان فَقتلُوا طشت دَار كَانَ هُنَاكَ وَفِي ذَلِك الْيَوْم اسْتشْهد إِسْمَاعِيل المكبس وَابْن رَوَاحَة رحمهمَا الله تَعَالَى وَأما الميسرة فَإِنَّهَا ثبتَتْ فَإِن الحملة لم تصادفها

<<  <  ج: ص:  >  >>