الْخلق وَصَارَ من عرف شَيْئا وَأعْطى علامته حلف عَلَيْهِ وَأَخذه من الْحَبل والمخلاة إِلَى الْهِمْيَان والجوهرة وَلَقي من ذَلِك مشقة عَظِيمَة وَلَا يرى ذَلِك إِلَّا نعْمَة من الله تَعَالَى يشْكر عَلَيْهَا ويسابق بيد الْقبُول إِلَيْهَا وَلَقَد حضرت يَوْم تَفْرِقَة الأقمشة على أربهابها فَرَأَيْت سوقا للعدل قَائِمَة لم ير فِي الدُّنْيَا أعظم مِنْهَا وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من شعْبَان
قَالَ وَعند انْقِضَاء هَذِه الْوَقْعَة وَسُكُون نائرتها أَمر السُّلْطَان بالثقل حَتَّى تراجع إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ الخروبة خشيَة على الْعَسْكَر من أراييح الْقَتْلَى وآثار الْوَقْعَة من الوخم وَهُوَ مَوضِع قريب من مَكَان الْوَقْعَة إِلَّا أَنه أبعد عَنْهَا من الْمَكَان الَّذِي كَانَ نازلا فِيهِ بِقَلِيل وَضربت لَهُ خيمة عِنْد الثّقل وَأمر اليزك أَن يكون مُقيما فِي الْمَكَان الَّذِي كَانَ نازلا فِيهِ واستحضر الْأُمَرَاء وأرباب المشورة فِي سلخ الشَّهْر ثمَّ أَمرهم بالاصغاء إِلَى كَلَامه وَكنت من جملَة الْحَاضِرين ثمَّ قَالَ بِسم الله وَالْحَمْد الله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله اعلموا أَن هَذَا عَدو الله وعدونا قد نزل فِي بلدنا وَقد وطئ أَرض الْإِسْلَام وَقد لاحت لوائح النُّصْرَة عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد بَقِي فِي هَذَا الْجمع الْيَسِير وَلَا بُد من الاهتمام بقلعه وَالله قد أوجب علينا ذَلِك وَأَنْتُم تعلمُونَ أَن هَذِه