للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَحمَه الله - أَن قَالَ الْمصلحَة مناجزة الْقَوْم ومنعهم من النُّزُول على الْبَلَد وَإِلَّا إِن نزلُوا جعلُوا الرجالة سورا لَهُم وحفروا الْخَنَادِق وصعب علينا الْوُصُول إِلَيْهِم وَخيف على الْبَلَد مِنْهُم وَكَانَت إِشَارَة الْجَمَاعَة أَنهم إِذا نزلُوا وَاجْتمعت العساكر قلعناهم فِي يَوْم وَاحِد وَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَالله لقد سَمِعت مِنْهُ هَذَا القَوْل وشاهدت الْفِعْل كَمَا قَالَ

وَقَالَ الْعِمَاد عبأ السُّلْطَان ميمنته وميسرته وَطلب من الله نصرته وَهُوَ يمر بالصفوف وَيَأْمُر بِالْوُقُوفِ ويحض على حَظّ الْأَبَد ويحث على الجلاد وَالْجَلد

قَالَ وَكنت فِي جمَاعَة من أهل الْفضل قد ركبنَا فِي ذَلِك الْيَوْم ووقفنا على التل نشاهد الْوَقْعَة وَنحن على بغال بِغَيْر أهبة قتال فَرَأَيْنَا الْعَسْكَر موليا والمنهزم عَمَّا تَركه من خيامه ورحله متخليا فوصلنا إِلَى طبرية فِيمَن وصل وَوجدنَا ساكنها قد أجفل فسقنا إِلَى جسر الصنبرة ونزلنا على شرقيه وكل منا ذاهل عَن شبعه وريه وَمن المنهزمين من بلغ عقبَة فيق وَهُوَ غير مُفِيق وَمِنْهُم من وصل إِلَى دمشق وَهُوَ غير معرج على طَرِيق

وَوصل جمَاعَة من الفرنج إِلَى خيمة السُّلْطَان وجالوا جَوْلَة ثمَّ رَأَوْا انْقِطَاع أشياعهم عَنْهُم فانحدروا عَن التل واستقبلهم أَصْحَابنَا فَرَكبُوا أكتافهم وحكموا فِي رقابهم أسيافهم وَكَانَ ميسرتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>