للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراجعته فِي مَعْنَاهُ فَسكت وَمَا تكلم وَكَانَ سَاعَة الْوَقْعَة رَاكِبًا مَعنا ثمَّ قَالَ وقوفنا يطول فَمضى إِلَى خيمته يتودع فَلَمَّا علم باندفاعنا سَاق وَرَاءَنَا فَقطع عمره قبل أَن يقطع الْوَادي وَكَانَ قَالَ لنا لما أصبح رَأَيْت كَأَن رجلا يحلق رَأْسِي فِي الْمَنَام فَقُلْنَا لَهُ هَذَا من أضغاث الأحلام فنقله الله بعد سَاعَة إِلَى دَار السَّلَام

قلت وَلَيْسَ هُوَ من أَوْلَاد ابْن رَوَاحَة الصَّحَابِيّ ذَاك لم يعقب وَإِنَّمَا فِي أجداده من اسْمه رَوَاحَة وَقد بَيناهُ فِي التَّارِيخ وَالله أعلم

قَالَ وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل الصُّوفِي الْأمَوِي المكبس وَشَيخ من الْحَاشِيَة فِي بَيت الطشت وَغُلَام فِي الخزانة أَمِين على الْبَيْت وَآخَرُونَ صودفوا عِنْد التل فجاءتهم السَّعَادَة وفجأتهم الشَّهَادَة وَهَؤُلَاء سوى من وَقع فِي الْوَقْعَة وَذهب قبل الرّجْعَة

وَأجْمع السُّلْطَان وذوو الآراء على أَنه يصبح الْقَوْم فتفقدوا الْعَسْكَر فَإِذا هُوَ قد غَابَ لما نَاب من الْأَمر وراب وَذَلِكَ أَن غلْمَان العسكرية والأوباش ظنُّوا أَن تِلْكَ الفورة هزيمَة فنهبوا الاثقال وعدوها غنيمَة فَمن عَاد إِلَى رَحْله وجده منهوبا مسلوبا وَكَانَ فِي ظَنّه أَنه فرغ من لِقَاء خطب فلقي خطوبا وأصبحنا وَإِذا الْعَسْكَر مفترق

<<  <  ج: ص:  >  >>